تشير إحصائيات الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر إلى اقتحام المرأة لعالم النشاط المصغر من خلال إنشاء مؤسسات صغيرة بشكل ملفت للانتباه، بحيث تمثل المرأة نسبة 52 بالمائة من النسبة الإجمالية لعدد المستفيدين من القرض المصغر أي ما يعادل 73046 من مجمل 142105 مستفيد من دعم وقروض الوكالة، وذلك ما بين 2005 و,2009 وهو رقم مرشح للارتفاع خاصة بعد نجاح معظم التجارب التي خاضتها المرأة في هذا المجال. وقد وجدت العديد من النساء فرصة كبيرة في صيغة القرض المصغر الذي حقق للكثيرات منهن استقلالية اقتصادية واجتماعية بعد أن خضن تجربة إنشاء مؤسسات مصغرة هي اليوم مرشحة لأن تكون مؤسسة متوسطة بإمكانها أن تخلق وظائف وقيمة مضافة للاقتصاد الوطني وقد بدا اهتمام النساء بالقرض المصغر جليا من خلال تواجدهن بكثرة في الطبعة الثانية لصالون النشاط المصغر المنعقد بالعاصمة والذي أظهر مدى الاهتمام الذي توليه المرأة لهذه الصيغة. وقد أكدت العديد من النساء المشاركات في هذه الطبعة مدى ملاءمة صيغة القرض المصغر لطموحاتهن في اقتحام عالم الاستثمار المصغر والذي حسب الكثيرات منهن غير حياتهن، ولم يثن من عزيمتهن لا العمر ولا المستوى التعليمي ما دامت الإرادة في العمل والتغيير هو من حركهن لخوض غمار تجربة خلق المؤسسة وإقحام وفرض منتجاتهن في السوق الوطنية ولم لا الدولية في المستقبل القريب. وكما اختلفت وجوه النسوة العارضات وكذا أعمارهن التي تصل لدى البعض منهن إلى 65 عاما فإن منتجاتهن تنوعت أيضا من أفرشة تقليدية إلى منتجات زراعية وحيوانية وكذا العجائن التقليدية التي تفننت فيه السيدة تاسعديت صاحبة ال56 عاما والقادمة من ولاية تيزي وزو والتي تمكنت بفضل إرادتها وعزيمتها القوية من إنشاء مصنع للعجائن التقليدية حتى استحقت الميدالية الفضية خلال الاحتفال باليوم العالمي للتغذية. ولعل التحصن بالكثير من الإرادة والشجاعة هو أبرز العوامل المؤدية للنجاح حسب غالبية العارضين بالصالون والذين لم ينفوا صعوبة حجز مكان في سوق الاستثمار والمقاولة المصغرة، غير أن نجاح أول خطوة يؤدي حتما إلى نجاح المشروع كله، علما أن غالبية النساء يتقيد ذلك بالعامل الزمني وهو ما ترغب فيه غالبية السيدات وربات البيوت وهو ما توفره أيضا قروض الوكالة. كما برز في الصالون اقتحام العديد من السيدات مجالات أخرى لم تكن مستغلة من قبل على غرار مجال التصوير الفوتوغرافي ومجالات أخرى هي في الحقيقة تعكس روح الإبداع والمغامرة لدى المرأة الجزائرية التي وجدت في القرض المصغر متنفسا لتجسيد طموحاتها في اقتحام عالم الإنتاج والتسويق.