التف عدد كبير من المواطنين حول أقفاص حديدية حوت بداخلها مجموعة من الأرانب قدمت من مزرعة السيد زقاي كمال من ولاية بومرداس الذي يملك مزرعة نموذجية، في تجربة فريدة أراد من خلالها أن يؤسس لمهنة نادرة في الجزائر. لم تكن فكرة السيد زقاي كمال لإنجاز مشروع لتربية الأرانب وليد الصدفة بل نتاج حبه الكبير للحيوانات الأليفة ومحاولة منه لخلق ثقافة جديدة على المجتمع الذي لم يتعود كثيرا، خاصة في المناطق الشمالية، على تربية أو تناول لحوم هذا النوع من الحيوانات إلا نادرا. بدأ السيد زقاي كمال عمله في تربية الأرانب بعد حصوله على قرض في إطار القروض الممنوحة للشباب من قبل الدولة، حيث اختار بلدية دلس بولاية بومرداس لمزاولة نشاطه في مزرعة نموذجية تضم عشرات المئات من الأرانب من مختلف السلالات، حيث وفر لها السيد زقاي كل الظروف الملائمة للعيش والتكاثر في وسط ملائم لطبيعة عيشها الأصلية. ويرى السيد زقاي في حديثه ل''الحوار''، على هامش الصالون الوطني للنشاطات المصغرة، أن مشروعه لتربية الأرانب يعد الأول من نوعه على مستوى ولاية بومرداس، كما أنه تجربة فريدة لا يقبل عليها الكثير من الشباب لجهلهم شروط تربية هذا النوع من الحيوانات. لم تكن تجربة السيد زقاي كمال في تربية الأرانب وليدة الصدفة بل نتيجة حبه الكبير لهذا النوع من النشاطات القليلة في الجزائر ورغبته في إيصال هذه الحرفة إلى فئة عريضة من المجتمع، حيث عمل، ولايزال، في مزرعته الصغيرة ببلدية دلس ببومرداس، على إتمام حلمه وغرس ثقافة جديدة في المجتمع خاصة المناطق الشمالية التي تنقص فيها تربية الأرانب وتناول لحومها. ويعمل حاليا على نشر هذه الثقافة خاصة مع الفوائد الكبيرة التي يحملها لحم الأرانب كبديل طبيعي للحوم التي نتناولها في العادة كلحوم الأغنام والدجاج. تجربة فريدة وإقبال متزايد تضم مزرعة السيد ''زقاي كمال'' مجموعات كبيرة من الأرانب من مختلف الفصائل، تتنوع بين أرانب كاليفورنيا كبيرة الحجم وأرانب أوروبية وآسيوية مختلفة. وقد بنى السيد زقاي كمال مزرعته بعد تحصله على قرض لتشجيع النشاطات المصغرة. وكانت البداية، حسب السيد زقاي، صعبة لعدم تقبل الكثير من المواطنين فكرة تناول لحم الأرانب كبديل للحم العادي أو حتى اقتنائها وتربيتها في البيت، لجهلهم الكبير بالشروط الضرورية لتربيتها ونوعية الطعام الذي تتناوله، لكنه اكتشف فيما بعد شغف المواطنين لرؤية هذه الحيوانات الصغيرة واللعب بها. بالإضافة إلى ذلك اكتشف السيد زقاي إقبال بعض المواطنين، خاصة كبار السن، على اقتناء لحوم الأرانب لطهيها خاصة وأنها تتميز بطراوتها وسهوله هضمها. أكد السد زقاي انه يستقبل يوميا في مزرعته النموذجية عشرات المواطنين الراغبين في اقتناء أرانب لتربيتها خاصة الشباب منهم الذين استهوتهم الفكرة خاصة أنهم يملكون بعض المعلومات المسبقة والتي تفيد بأن أنثى الأرنب ولودة ومعدل إنجابها في المرة الواحدة يفوق الثلاثة صغار، وهوما شجعهم على تربيتها داخل المستودعات رغم أن هناك شروطا يجب اتباعها للحصول على نتائج مرضية إلا أن أغلب الشباب دفعهم حب التجريب لاقتناء أرانب وتربيتها. ويقوم السيد زقاي بإعطائهم معلومات مفصلة عن شروط تربية الأرانب والاعتناء بها. يؤكد السيد زقاي انه لا توجد أرانب محلية وكل ما يتم بيعه واقتناؤه هي أرانب من سلالات أوروبية، أمريكية وآسيوية مختلفة لكنها استطاعت التأقلم مع الوسط الجزائري، ''كما استطعنا بفضل احتكاكنا بالخبراء في هذا المجال وأطباء الحيوانات خلق جو ملائم لتربية الأرانب وتكاثرها بشكل يزيد من وفرة الإنتاج، وقد اتخذنا مجموعة من الاحتياطات ساهمت في نجاح تجربتنا التي نحاول حاليا توسيعها أكثر وأكثر''.