صرح المدير التقني الوطني لاتحادية كرة اليد، كرد الواد فيلالي، أن التأهل إلى الدور الثاني في منافسات البطولة العالمية المقررة بإسبانيا بين 11 و27 جانفي الجاري، سيكون في متناول ”الخضر”. وقال المتحدث في حوار ل ”المساء”، أن أزمة كرة اليد الجزائرية لن تكون مبررا في حالة التعثر، لأن الجهاز الفني اتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتدارك فترة الفراغ التي مر بها السباعي الجزائري خلال الموسم المنقضي 2011/2012. بداية، كيف يجري السباعي الجزائري معسكره التدريبي بكرواتيا؟ في الحقيقة المنتخب الوطني استهل محطته الإعدادية الأخيرة المقررة حاليا بكرواتيا، في ظروف بيئية جيدة، خصوصا وأن التعداد اكتمل بحضور اللاعبين المحترفين الذين لا يزالون يحتفظون بمستواهم، على غرار لاعب نادي دونكرك الفرنسي محمد مقراني، وعبد القادر رحيم، اللذين تألقا بامتياز في معسكر المجر، حيث سجلا كل واحد منهما 8 إلى 10 أهداف في المقابلتين الوديتين اللتين جمعتا التشكيلة الوطنية مع نظيرتيها السلوفاكية والسلوفينية .
كان من المقرر إجراء هذه التدريبات بفرنسا، لماذا غير الناخب الوطني الوجهة نحو كرواتيا؟ بعد رفض كل من السعودية والشيلي المشاركة في دورة فرنسا الدولية، قرر الناخب الوطني، صالح بوشكريو، تغيير الوجهة نحو كرواتيا للاستفادة أكثر، حيث اختارتها المنتخبات المتأهلة إلى مونديال إسبانيا، كبيئة ملائمة لإجراء آخر اللمسات على غرار المنتخب السعودي، الذي التقى بالفريق الوطني أول أمس في مواجهة ودية حسمت لأشبال بوشكريو بنتيجة عريضة ( 25 – 19)، و كذا الفريق النرويجي الذي سينشط المقابلة الودية الثانية عشية اليوم.
إذن، كيف تقيم تحضيرات المنتخب الوطني أياما قليلة قبل انطلاق المونديال؟ البرنامج التدريبي شمل عددا من المقابلات الودية، إلا أن المشكلة التي تعترض عمل الجهاز التقني تتمثل في لعنة الإصابات التي تعرض لها اللاعبون، آخرهم الجناح الأيمن رابح سوداني الذي تأكد رسميا غيابه عن الموعد المونديالي لعدم تماثله للشفاء من الإصابة التي تلقاها على مستوى الكتف أثناء تدريباته الروتينية مع فريقه الفرنسي ساران، إلى جانب اعتذار اللاعبين المخضرمين على غرار حماد عبد الرزاق والطاهر لعبان عن المشاركة، حيث أرجع اللاعب الأول السبب إلى انتدابه لفريق جديد... في حين تبقى أعذار اللاعب الثاني مجهولة.
في ظل غياب هذه الأسماء، الناخب الوطني استعان بلاعبين مخضرمين هما هشام بودالي وياسين بوعكاز.... فعلا، قام بوشكريو باستدعاء عناصر سبق لها تنشيط منافسات من هذا الحجم ويتعلق الأمر بالثنائي هشام بودرالي الذي يملك ست مشاركات عالمية في مشواره الرياضي، إلى جانب اللاعب المحترف ياسين بوعكاز الذي لم يستدع منذ مونديال كرواتيا 2009، وهذا الإجراء منطقي لأن الناخب الوطني اتخذ كل الاحتياطيات بتجهيز ثنائية أو ثلاثية في كل مركز... وزيادة على المستقدمين القدامى، الجدد يتمتعون بخبرة عالية، تجعلهم يفرضون منافسة كبيرة، وهو ما سيعطي روحا جديدة في الفريق، والجميع مقتنع بأن اللاعب الذي يكون في أفضل لياقة هو الذي يستحق الدفاع عن الألوان الوطنية في المقابلات الرسمية.
كيف تعلق على فرص ‘'الخضر'' في التأهل؟ رغم الصعوبة المرتقبة، إلا أن المنتخب الوطني يظل متفائلا بتقديم أفضل وجه للكرة الصغيرة الجزائرية، وستكون المقابلات الودية القادمة كفيلة بالحكم على فرص اللاعبين الجزائريين قبل دخول المونديال بإسبانيا.
كيف يقيم فيلالي مستوى المنتخبات التي تشكل المجموعة الرابعة التي توجد فيها الجزائر؟ بالنسبة لمنتخب كرواتيا، معروف أنه نائب بطل العالم وبطل أولمبي وله لاعبون أقوياء، في حين أن منتخب المجر مدرسة غنية عن التعريف، أما منتخب إسبانيا، فقد انتزع المركز الثالث في مونديال السويد 2011 والمركز الرابع في بطولة أوروبا للأمم عام 2012، في وقت يبدو منتخب أستراليا ومصر أقل صعوبة من المنتخبات الأخرى.
في تقديرك، كيف يجب التعامل مع المقابلات في بطولة العالم؟ أعتقد أنه يجب الفوز في ثلاث مقابلات، وبعدها عدم بذل جهد كبير في المقابلتين المتبقيتين، بسبب صعوبة المنافسين... ويبدو لي أنه يجب العمل على تحقيق نتيجة إيجابية في المقابلات أمام مصر وأستراليا والمجر، فيما يجب العمل على الحفاظ على لياقة لاعبينا وحمايتهم من الإصابات في المقابلتين أمام منتخبي كرواتيا وإسبانيا .
كيف تتوقع أن تكون المقابلة التي ستجمع بين منتخبي الجزائر ومصر؟ المنتخب المصري لا يزال يحتفظ بمستوى عال، والمقابلة فرصة لنا وله من أجل افتكاك ورقة العبور إلى الدور الثاني... لذا ستكون المقابلة دون شك ثأرية لكون الفريق الوطني يريد من خلالها تأكيد الفوز الذي حققه في البطولة الإفريقية الأخيرة التي جرت في ظروف رياضية، في حين يبحث المنتخب المصري استغلال الفرصة لتدارك تعثره التاريخي... وعليه أتوقع أن تكون المواجهة شديدة التنافس طيلة 60 دقيقة.