من المقرر أن يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا الأربعاء بزيارة للعاصمة المصرية تندرج في إطار المساعي الرامية لاستكمال تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام داخل البيت الفلسطيني. وإثر ذلك قال عزام الأحمد، القيادي في حركة التحرير الفلسطينية “فتح”، أمس، إن زيارة عباس إلى مصر تكتسي أهمية كبيرة لإعادة لم الشمل الفلسطيني وتوحيد الصف. وسيلتقي الرئيس عباس بالرئيس المصري محمد مرسي لبحث ملفات المصالحة والعلاقات الثنائية والتحرك السياسي للمرحلة القادمة. وفي السياق، قال عزام الأحمد إنه لم يتم ترتيب لقاء مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خلال الزيارة، وأضاف أن المباحثات ستتناول موضوع المصالحة والاتفاق مع مصر حول كيفية التزام الجميع بما جرى التوقيع عليه واستئناف التحرك من النقطة التي توقف عندها بقرار حركة حماس في الثاني جويلية الماضي. وأعرب الأحمد عن أمله في أن تسرع حركة حماس في ترتيب أوضاعها الداخلية لاغتنام الأجواء التصالحية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية من قبل كل القيادات الفلسطينية لطي صفحة الانقسام. كما ستتناول مباحثات الرئيس عباس في القاهرة مناقشة العلاقات الثنائية والتحرك السياسي بشأن القضية الفلسطينية للمرحلة المقبلة في ضوء حصول فلسطين على صفة الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة في ال 29 نوفمبر الماضي. ومن أجواء المصالحة إلى معاناة الفلسطينيين جراء اعتداءات المحتل الصهيوني وخاصة الأسرى الذين يتعرضون لأسوء المعاملات قي معتقلات الاحتلال، حيث دخل عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يوسف فضل، أمس، عامه ال 31 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقال رياض الأشقر مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات في بيان له إن “الأسير معتقل منذ السادس جانفي 1983 ومحكوم بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جندي إسرائيلي”. وكانت إحدى محاكم الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت حكمها على الأسير في بداية اعتقاله بالإعدام شنقا وبعد شهر عادت المحكمة وأصدرت حكما بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة. وأشار الأشقر إلى أن “الأسير يوسف يعتبر أقدم أسير في العالم وقد تسلم راية عميد الأسرى بعد إطلاق سراح نائل البرغوثي في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية”. يأتي ذلك في وقت أكد فيه تقرير أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أمس، أن إعلان إسرائيل إدخال تسهيلات لتخفيف الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة “مزاعم بعيدة عن الحقيقة”. ورصد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استمرار فرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارها الشامل على حياة سكان القطاع المدنيين وعلى أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. وتناول التقرير الذي يندرج ضمن سلسلة تقارير يصدرها المركز ويرصد حالة المعابر في قطاع غزة وأوضاع المعابر الحدودية التجارية وتلك المتعلقة بمرور الأفراد خلال الفترة من ديسمبر 2012 حتى 31 من نفس الشهر، كما فند التقرير مزاعم السلطات المحتلة التي تروجها حول إدخال تسهيلات لتخفيف الحصار المستمر للعام السادس على التوالي.وكانت مؤشرات وبيانات إحصائية قد رصدت واقع الحركة التجارية المعمول بها على معبر كرم أبو سالم خلال العام الماضي انخفاضا ملحوظا في كمية البضائع الواردة إليه أو المصدرة منه مقارنة بحجم الواردات والصادرات قبل الحصار المشدد منتصف العام 2007. ويعد معبر كرم أبو سالم المعبر التجاري الوحيد الذي تدخل منه البضائع والوقود إلى قطاع غزة وغالبا ما تتعمد سلطات الاحتلال غلقه.