أعلنت سوريا تأييدها للتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، داعية الحكومة الإسرائيلية لإنهاء حصارها على القطاع، في حين أعربت الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن تأييدهما التهدئة بتحفظ. وقال المعلم الذي تعد بلاده وإسرائيل لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، "ندعم الاتفاق وندعم رفع الحصار عن قطاع غزة، وسنرى ما إذا كان الإسرائيليون سينفذون التزاماتهم كما نأمل" أم لا. ومن جهته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام إن الحركة "لن تكون عقبة" في وجه التهدئة ولن تكون سببا في إفشالها "حرصا منا على وحدة الموقف الفلسطيني وسعيا إلى فك الحصار". وأوضح عزام أن حركته لم توقع على اتفاق التهدئة، إلا أنها أعطت موافقتها الشفهية للمسؤولين في مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "مع تأكيدنا على تحفظاتنا"، وأشار إلى أن أهم التحفظات تتمحور حول الفصل بين الضفة الغربية وقطاع عزة، حيث ستبدأ التهدئة في غزة أولا وستبذل مساع مصرية لتطبيقها لاحقا بالضفة. كما تحفظت الجهاد الإسلامي على ما أسماه عزام "عدم وضوح في قضية فتح معبر رفح". وعن الموقف الذي ستتخذه الحركة في حال قيام إسرائيل بشن هجمات بالضفة الغربية، قال عزام "سنترك الأمر إلى حينه وسيكون هذا الأمر محل تشاور بيننا وبين الفصائل". ومن ناحيتها قالت الجبهة الشعبية في بيان على لسان أمينها العام رباح مهنا "لن تكون الجبهة سببا في تخريب اتفاق حماس على التهدئة، حتى لا تصب مزيدا من الزيت على نار الانقسام الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، حتى يتبين للأخوة في حماس خطأ السياسة التي يتبعونها بهذا الصدد". وأكدت الجبهة أنها ترى أن التهدئة "مع الاحتلال سياسة خاطئة ما دام جاثما على أرضنا"، وقالت إن شروط التهدئة التي وافقت عليها حماس "أقل من الشروط التي أبلغتها للجبهة في جلسات سابقة". وكانت إسرائيل قد أعلنت صباح أمس موافقتها على التهدئة في غزة والتي تم التوصل إليها مع حماس بوساطة مصرية، مؤكدة في الوقت ذاته أنها ستعتبر أي إطلاق للنار من القطاع أيا كان مصدره خرقا للاتفاق. وقال المستشار السياسي في وزارة الدفاع عاموس جلعاد إن مفاوضات سريعة ستجرى من أجل مبادلة أسرى فلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط لدى فصائل في المقاومة الفلسطينية في غزة. غير أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال إن موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير لا علاقة له بالتهدئة، وإن قضيته مرتبطة بصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. وحسب مسؤولين إسرائيليين فإنه من المفترض أن تبدأ يوم الأحد المقبل مفاوضات بشأن شاليط الذي أصرت إسرائيل على أن يكون جزءا من الاتفاق في مرحلته الأولى, لكن القاهرة استطاعت إقناعها بتأجيل قضيته إلى مرحلة لاحقة, حسب ناطق باسم الخارجية المصرية. أما مصر فقالت إنها لا تملك ضمانات بشأن عدم خرق الطرفين للهدنة، فيما شككت واشنطن في احترام حماس للاتفاق. ومن جانبها تعهدت حماس التي أعلنت تأييدها مبكرا للاتفاقية، بالرد على أي خرق إسرائيلي، مؤكدة على لسان رئيس مكتبها السياسي بأنها ليست في موقف ضعف. لكن خليل الحية أحد قياديي حماس قال إن حركته سترجع للوسطاء المصريين في حالة وقوع أي خرق. وأوضح أن الاتفاق يتضمن سبعة بنود من أبرزها تهدئة متبادلة تنتقل بسعي مصري إلى الضفة الغربية, وفتح للمعابر التجارية جزئيا, ورفع للحصار عن الموارد الداخلة إلى غزة, على أن تستضيف القاهرة في الأسبوع التالي لسريان الهدنة وفود حماس والسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي لدراسة فتح معبر رفح المخصص للأفراد بين مصر والقطاع. وعلى صعيد آخر وصل إلى غزة من رام الله وفد قيادي من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) يضم مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون المحافظين حكمت زيد ومستشار الرئيس لشؤون الاقتصاد مروان عبد الحميد, وذلك للقاء كوادر الحركة بعد موافقة عباس على حوار حماس. وحدد المبعوثان هدف الزيارة في توضيح مبادرة عباس من أجل إعادة اللحمة، وقال زيد إن عباس سيأتي إلى غزة "قريبا جدا", فيما أوضح مروان عبد الحميد أن الوفد ليس مخولا حوار حماس. وعلى الصعيد الميداني ارتفعت حصيلة الغارات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس على غزة إلى ستة شهداء . وذكرت مصادر طبية أن ستة فلسطينيين بينهم قيادي في تنظيم جيش الإسلام استشهدوا بثلاث غارات جوية شنها الجيش الإسرائيلي على مقاومين في قطاع غزة.