من المقرر أن يعقد الرئيس المصري محمد مرسي، اليوم، لقاءات منفصلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لبحث سبل تفعيل المصالحة الفلسطينية. وقال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن اتصالات تجرى كذلك مع قيادة "حماس" في القاهرة لترتيب لقاء بين الرئيس عباس ومشعل، مشيرا إلى أنه سيتم حسم مسألة عقد اللقاء خلال الساعات القادمة، وأضاف الأحمد أن "المؤكد الآن هو لقاء بين عباس ومرسي لبحث تحقيق المصالحة واستئنافها من النقطة التي توقفت عندها وبناء على الاتصالات التي ستتم بين المسؤولين المصريين سيحدد لقاء مع مشعل". ووصل الرئيس الفلسطيني إلى العاصمة المصرية قادما من الأردن للقاء الرئيس مرسي بناء على دعوة من هذا الأخير الشهر الماضي لبحث جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية دون أن يعلن عن إمكانية تنظيم لقاء بينه وبين مشعل. من جهته، أعلن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن وفدا من الحركة برئاسة مشعل من المفروض أن يكون قد وصل إلى القاهرة، مساء أول أمس، للقاء الرئيس مرسي اليوم. ولم تعقد حركتا فتح وحماس حتى الآن أية لقاءات على المستوى الأول لقياداتهما منذ قرار الحركة الإسلامية وقف عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة في جويلية الماضي مما أوقف تفاهمات للبدء بتنفيذ اتفاق "الدوحة" الذي كان قد وقع في فيفري الماضي بين الرئيس عباس ومشعل. وهو الاتفاق الذي نص على تشكيل حكومة موحدة من مستقلين برئاسة الرئيس عباس تتولى الإشراف خلال ستة أشهر على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي لم تجر منذ العام 2006. وشهدت العلاقات بين الحركتين تقاربا على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة منتصف نوفمبر الماضي، الذي قالت الحركة الإسلامية إنها حققت "انتصارا" خلاله بفرض شروطها على إسرائيل في اتفاق لوقف إطلاق النار رعته مصر ثم دعمها للرئيس عباس في توجهه للأمم المتحدة وحصول فلسطين على صفة الدولة المراقب غير العضو في ال 29 من نفس الشهر. وهو ما خلق أجواء تصالحية ترجمت بسماح كلا الحركتين بإحياء ذكرى تأسيسهما في المنطقة المسيطرة عليها أعاد الأمل لدى عامة الفلسطينيين في إنهاء الانقسام وإعادة توحيد الصف الفلسطيني خدمة للقضية الأم وهي فلسطين ومواجهة المحتل الإسرائيلي. هذا الأخير، الذي وجد في الانقسام الفلسطيني فرصة مناسبة لتنفيذ اعتداءاته البشعة ومواصلة مخططاته التهويدية والاستيطانية للقضاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية والقضاء على حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدسالمحتلة. في سياق آخر، أكد أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، أن هذه الأخيرة ودولها تدعم كل الجهود المتعلقة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خاصة أولئك الذين يشنون إضرابا عن الطعام ويمرون بأوضاع صحية في غاية الخطورة. وقال بن حلي أمام الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين المنعقد بمقر الجامعة، أمس، أن الاجتماع سيبحث ما يمكن أن تقوم به الجامعة لنصرة قضية الأسرى ودعمهم، مؤكدا "أن استمرار إضراب الأسرى عن الطعام لهذه الفترة الطويلة والتي لم تحدث من قبل في تاريخ حركات التحرر أصبح يمثل خطورة شديدة على حياتهم، مما يستدعي التدخل لإطلاق سراحهم فورا دون شروط". من جانبه، دعا عيسى قرقاع، وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين في دولة فلسطين، لعقد جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام ومطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية.