عرضت مجموعة من الخبراء والمراقبين الدوليين، أمس، خلال المنتدى الجيو استراتيجي بجريدة المجاهد كتاب ”الوجه الخفي للثورات العربية” الذي تضمن تقريرا مفصلا عن حقيقة ما يعرف بالربيع العربي، حيث خلص التحليل الموضوعي للأحداث التي شهدتها منطقتا المغرب العربي كتونس وليبيا والشرق الأوسط كمصر وسوريا إلى الكشف عن الدور الرئيسي للفاعلين في الخارج إزاء هذه الثورات، وإلى أن حصيلة هذه الثورات تبقى سلبية كون وضعية حقوق الإنسان تراجعت في هذه الدول كما أن الوضع الأمني في تلك الدول أضحى غير مستقر وأصبحت وضعية المواطن أصعب مما كانت عليه من قبل. وأكدت رئيسة الحركة النسوية الجزائرية للتضامن مع الأسرة الريفية، سعيدة بن حبيلس، المساهمة في الكتاب والتي سبق وأن قامت على رأس وفد دولي بزيارة إلى ليبيا وسوريا خلال أحداث عام 2011 لمعاينة الوضع هناك أن مجريات الأحداث التي جرت في البلدين أكدت صحة التحليلات التي وردت في تقارير مهماتنا، موضحة في ذات السياق أن من الخطإ الفادح اعتبار التحولات في العالم العربي هي تحرير للشعوب مقارنة مع بعض الأحداث التاريخية على غرار الثورات من أجل التحرر من قيد الاستعمار مثلما حدث في الجزائر. وأجمع المشاركون في المنتدى على أن كل الثورات العربية حادت عن الأهداف التي قامت من أجلها، بالإضافة إلى الترويج الإعلامي الكبير من بعض القنوات لمعلومات وصور عن أحداث ليس لها أي أثر في الواقع، حيث أشار المحلل السياسي الفرنسي ”ايف بوني” إلى تواطؤ بعض وسائل الإعلام العربية خاصة القنوات الفضائية من خلال تناولها للثورات العربية من أجل تضليل الرأي العام العربي والعالمي حيال ما يحدث في دول الحراك خدمة للمصالح الاقتصادية للدول الكبرى. ويتناول الكتاب الوجه الخفي لأحداث الربيع العربي من خلال تقارير أنجزت ميدانيا وكانت السيدة بن حبيلس الوزيرة والبرلمانية السابقة المرأة العربية الوحيدة المساهمة في هذا الإصدار انطلاقا من تجربتها الميدانية التي قادتها إلى أهم دول الربيع العربي على غرار ليبيا وسوريا وغيرها. وحسب بن حبيلس فإن الكتاب لم يكن وليد الصدفة بل هو نتاج عمل ميداني قام به وفد دولي في سنة 2011 برئاسة السيد ايف بوني رئيس المركز الدولي للبحث والدراسات حول الإرهاب والتضامن مع ضحاياه الذي تم تأسيسه في سنة 2001 ويضم إلى جانب ممثلة العرب الوحيدة السيدة بن حبيلس شخصيات بارزة من تونس ومالي وفرنسا وبلجيكا وغيرها. هذا العمل الميداني الذي قاد الوفد الدولي إلى عدة دول عربية -تقول السيدة بن حبيلس- سلط الضوء على الوجه الخفي للانتفاضة العربية التي تبدو في ظاهرها ثورات لكنها في الحقيقة غير ذلك تماما، لأن هذه الأحداث تقف وراءها أياد خفية أجنبية، سعت إلى تسويق أن ما يحدث في زمن ”الربيع العربي” هو انتفاضة للتخلص من الديكتاتوريات العربية، مؤكدة أن وقوف الغرب إلى جانب الشعوب الغاضبة لم يكن حبا في هذه الأخيرة وإنما لتفتيت الكيانات العربية وتجزئتها. وفي نهاية المطاف إضعافها من أجل خدمة مصالح الغرب عموما والكيان الصهيوني على وجه التحديد. واعتبر المشاركون في المنتدى اللقاء الخاص بعرض الإصدار المشترك مناسبة لتوضيح الملابسات والإسقاطات المحتملة على المناطق الحدودية على خلفية ما يحدث في شمال مالي. كما شددت السيدة بن حبيليس على عمليات التوعية والتحسيس من المخاطر التي يسلكها هذا الملف على الجزائر، داعية إلى المزيد من التوعية في اتجاه المواطن حتى يكون الحصن المنيع والشريك في عملية التصدي لكل محاولات زج البلاد في متاهات غير محمودة العواقب.