تستعد العديد من العائلات القاطنة بقرى وأرياف سكيكدة سواء تلك الواقعة بالجهة الشرقية منها أو الغربية للاحتفال بيناير، الذي يرتبط بالاحتفالات السنوية للسنة الأمازيغية الجديدة وسط أجواء تتميز بالفرح والسعادة والتفاؤل بعام أمازيغي مبارك... وحسب الآنسة جكريط غنية من مديرية الثقافة لولاية سكيكدة، فإن الاحتفالات الرسمية بهذه المناسبة الأمازيغية تبدأ ليلة 12 جانفي، حيث تشرع العائلات وعلى طريقة الأجداد في إعداد الطبق التقليدي المعروف باللهجة المحلية ب«الرقاق”، وهي عبارة عن أكلة تشبه إلى حد ما ”لفتات”، فبعد تحضير العجينة يتم بسطها باليد إلى أن تصير رقيقة مثل الورق ثم تبدأ النسوة في طهيها طهيا كاملا فوق فرن تقليدي يعرف باسم ”طابونة” وعندما تنتهي عملية الطهي يشرع في تقطيعها بواسطة اليد إلى قطع صغيرة جدا لتوضع مباشرة في ”الكسكاس” حيث يفور ”الرقاق” المقطع على البخار وبعد مدة من الزمن لا تتجاوز الثلاثين دقيقة حسب الكمية المراد إعدادها، يقدم لأفراد العائلة في صحون أغلبها تقليدية الصنع بعد أن يتم تحليته بالعسل الحر وزبدة البقرة ويؤكل مع اللبن في أجواء عائلية بهيجة.. أما بعض العائلات فتفضل تحضير بعض الأطباق التقليدية الأخرى ك«لفتات” أوالشخشوخة” بالدجاج أواللحم أو ”تريدة” بلحم الديك الرومي. أما في اليوم 12 من يناير وبعد تناول العشاء فتجتمع العائلات في اجواء عائلية حول صينية ”القشقشة” أو كما تعرف في بعض المناطق البربرية بالولاية ب«الرقاع”، والتي تضم عادة أنواعا مختلفة من المكسرات من لوز وجوز وبندق وفول سوداني محمص وتين مجفف وتمر وحلوى وفستق حلبي وبندق. كما تقوم بعض العائلات الأمازيغية بالمنطقة إلى جانب هذه الاحتفالات التقليدية القديمة، بما يسمى محليا بعملية ”الشرشمة”، وذلك بجمع كميات من القمح والشعير والحمص ووضعها في إناء مملوء بالماء يوما كاملا أو يتم تخميرها وذلك تفاؤلا بسنة فلاحية خصبة. وفي ما يخص المناطق التي تحتفل بيناير بولاية سكيكدة وحسب ذات المصدر، فهي تتواجد بمنطقة أولاد أحبابة وزردازة شرق الولاية، وأولاد اعطية غرب سكيكدة وهي المناطق ذات الأصول البربرية.