كشف مسؤول من مديرية الثقافة لولاية الجزائر عن تخصيص ما لا يقل عن 2800 مليار سنتيم كجزء أولي لترميم القصبة، في إطار مشروع إعادة تهيئة القصبة والحفاظ على التراث الموروث، موضحا أن عمليات الترميم والتهيئة ستنطلق بداية الشهر الحالي من السنة الجارية، وفي نفس المجال، من المقرر إنشاء لجنة مختلطة مكونة من أعضاء من المجلس البلدي، ممثلو المديرية والمجتمع المدني للإشراف على عمليات الترميم. وقال المتحدث في اتصال مع”المساء”، إن الوصاية كانت قد خصصت مبلغا ماليا ضخما قدر بحوالي 9200 مليار سنتيم لترميم القصبة، حيث تم تقسيمه إلى أجزاء؛ أول جزء منه حددت قيمته بحوالي 2800 مليار سنتيم، ومن المرتقب حسب المتحدث أن تنطلق المرحلة الأولى من أشغال التهيئة والترميم خلال الشهر الحالي من السنة الجارية، بينما سيشرف على العملية مدير ديوان القطاع المحفوظ لوزارة الثقافة، وذلك بالتنسيق مع مديرية ذات الهيئة، بالإضافة إلى المجلس الشعبي البلدي والمجتمع المدني. من جهته، قال نائب رئيس بلدية القصبة المكلفة بتهيئة الإقليم والتعمير ”أوبران منصور” في تصريح ل ”المساء”، إن المجلس البلدي سبق وأن التقى مؤخرا بعدد من مواطني القصبة، خاصة القاطنين منهم بالدويرات المصنفة ضمن الخانة الحمراء، الذين طالبوا بالإسراع في ترميم سكناتهم أو ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة في أقرب الآجال، باعتبارها أصبحت تشكل خطرا حقيقا على حياتهم وأطفالها، بالنظر إلى الانهيارات الجزئية التي تحدث في كل مرة، خاصة خلال تساقط كميات معتبرة من الأمطار التي أثرت سلبا على الدويرات لهشاشتها، بالإضافة إلى الأخطار التي أصبحت تشكلها عمليات الترميم على سلامة السكان، وهو ما حدث قبل أسبوع من الآن، حين تسببت أشغال الترميم التي تشرف عليها مديرية الثقافة في وفاة عجوز وإصابة طفلين بجروح بليغة. من جهتهم، أبدى عدد من سكان القصبة انتقادهم للوضعية الحرجة التي آلت إليها بناياتهم العتيقة، والتي لم تحظ بعمليات ترميم جادة، على الرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها الوصاية التي خصصت مبالغ مالية معتبرة لإعادة ترميمها، وبرمجة مشاريع عديدة في المجال، لكن تقاعس المسؤولين عن عمليات الترميم وتجميد المجلس البلدي طيلة عهدة كاملة أثر سالبا على مشاريع التهيئة، في الوقت الذي تسببت فيه الأمطار والتقلبات الجوية التي شهدتها العاصمة على بنية السكنات القديمة التي أصبحت غير صالحة للسكن وتشكل خطرا حقيقيا على السكان. وفي نفس السياق، تلقى المتضررون خلال اجتماعهم الأخير تطمينات من قبل المجلس البلدي الجديد الذي وعد بالتكفل بالعملية في أقرب الآجال، وذلك بالتنسيق مع مديرة الثقافة لولاية الجزائر التي ستشرف على عمليات الترميم. من جهة أخرى، قال المتحدث إنه سيتم قريبا تنصيب لجنة مختلطة متكونة من أعضاء من المجلس البلدي، ممثلي المديرية والمجتمع المدني، مهمتها الإشراف على عمليات الترميم التي ستمس الدويرات المتضررة عوض التكفل بها من قبل المديرية، باعتبار أن المجلس والمواطنين على دراية أكثر بالوضعية التي آلت إليها هذه الدويرات القديمة... من جهة أخرى، دعا السيد أوبران السلطات الوصية إلى التدخل العاجل لتخصيص قطعة أرض لتنصيب عدد من الشاليهات وإيواء العائلات القاطنة بالدويرات إلى غاية إنهاء الترميمات، بينما يتم إعادة ترحيل عدد من العائلات إلى سكنات اجتماعية للتقليل من الضغط الذي تعيشه البلدية، مناشدا الوصاية متابعة اللجنة والإشراف عليها تفاديا لحدوث خلافات بين الأعضاء، لوجود حلول عاجلة في حال ظهور أية عوائق أو عراقيل، يضيف ذات المسؤول.