أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، أن شعبة الزيتون عرفت انتعاشا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، مرجعا ذلك إلى توسع المساحات المغروسة والارتفاع المتصاعد للطلب الوطني والعالمي على مادة زيت الزيتون. وكشف بن عيسى أنه مقابل ذلك لم يتحقق من برنامج غرس المليون هكتار المسطر لآفاق 2014 سوى 100 ألف هكتار خلال ثلاث سنوات، فيما يهدف مخطط تنمية شعبة الزيتون، المندرج ضمن إطار برنامج التجديد الفلاحي والريفي، لإنتاج 100 ألف طن من زيت الزيتون مع نهاية السنة المقبلة. وأوضح الوزير خلال إشرافه، أول أمس، على افتتاح للصالون الدولي الأول للزيتون بقصر المعارض، أن الإرادة والتنافس الكبير الذي ميز مختلف المنتجين يبشر بتطور شعبة الزيتون في السنوات المقبلة وتحقيق جودة أحسن في المنتوج تضمن للجزائر إمكانية التصدير نحو الخارج، مؤكدا على ضرورة مساعدة هؤلاء المنتجين بالمرافقة والدعم وتشجيعهم على إدخال التقنيات الحديثة مع المحافظة على الطابع التضامني الذي رسخها العمل التقليدي في العديد من مناطق البلاد في مجال إنتاج الزيتون. وقد سجلت شعبة الزيتون في السنوات الأخيرة ديناميكية معتبرة بفضل التدابير المحفزة المتخذة من قبل السلطات العمومية لصالح مهنيي فرع الزيتون في إطار سياسة التجديد الفلاحي والريفي، حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج الوطني من زيت الزيتون إلى 45 ألف طن بالنسبة لحملة جني الزيتون لموسم 2012-2013 حسب توقعات المعهد التقني للأشجار المثمرة الذي ينتظر أيضا ارتفاع محصول زيت المائدة. وكان المحصول قد تراجع بنسبة 41 بالمائة خلال حملة موسم 2011-2012 مقارنة بالسنة التي سبقتها قبل أن يعود للارتفاع خلال 2012، علما أن أسباب ضعف محاصيل الزيتون في الجزائر تعود إلى الظروف المناخية، لاسيما الجفاف وتقنيات الجني الرديئة وغير الملائمة. وحسب المسؤول الأول عن قطاع الفلاحة فإن برنامج العمل الذي تم وضعه لتنمية شعبة الزيتون المندرج ضمن إطار برنامج التجديد الفلاحي والريفي، يستند لتوسيع رقعة زراعة الزيتون، خاصة من خلال تحديد مواقع جديدة، استعمال أنظمة ري اقتصادية والتحكم في تقنيات الغرس، التدخل في المساحة الموجودة حاليا بالتحكم في مختلف التقنيات المرتبطة بالفرع والاستعمال الجيد، إضافة لتحسين ظروف الجني من خلال استلام معدات خاصة وتطوير الصناعة المرتبطة بالزيتون. جدير بالذكر أن المساحة المخصصة لشعبة الزيتون تقدر حاليا ب 389 ألف هكتار تغطي نسبة 38.7 % من مساحة الأشجار المثمرة، وبلغت المزروعات المنجزة خلال الفترة 2000-2012 نحو 240.248 هكتار بمعدل زراعة 18.480 هكتار في السنة، منها 37 % من المزارع، مما يعادل 89.064 هكتارا بين عامي 2009 و2012، مع معدل تجسيد يقدر ب 22.266 هكتار في السنة، أما إنتاج المشاتل فقد تضاعف عددها ثلاث مرات بين عامي 2000 و2012 ليتنقل من 16.8 مليون شتلة في 2000 إلى 48 مليون شتلة في أواخر 2012. ويشارك في الصالون الذي سيختتم اليوم 54 منتجا ومحولا ومتعاملا في مجال الزيتون على أن يتم تتويج منتجي أحسن زيت خلال مسابقة تذوق وذلك بانتقاء الفائزين الثلاثة الأوائل وتسليمهم جوائز. وحسب السيد بن عيسى فإن الطبعة الأولى للصالون الدولي للزيتون التي تتزامن والذكرى الخمسين للاستقلال تهدف لتقديم شعبة الزيتون، إمكانياتها وكذا تنوع أقاليمنا، كما تبين المجهودات المبذولة للتعريف ببساتين حديثة النشأة ومنتوجاتها الجديدة.