احتضن المركز الثقافي البلدي عيسات ايدير بمدينة سكيكدة أول أمس السبت، ندوة تاريخية خصصت لمسيرة البطل الرمز الرائد رمضان أحسن المدعو جمال، أول طيار على المستوى الإفريقي. وتندرج هذه الندوة في إطار خمسينية الاستقلال من تنظيم الجمعية التاريخية أول نوفمبر المحلية، حيث تهدف إلى ربط جيل الاستقلال الحالي بالجيل الذي صنع ملحمة الجزائر من أبناء الولاية ومن ثم التعريف بسيرتهم وتضحياتهم في سبيل عزة وكرامة الجزائر.. وحسب ما جاء في هذه الندوة، فإنّ البطل الذي ولد يوم 29 جانفي 1934 ببلدية القديس، شارل سابقا، التي تحمل اليوم اسمه (جمال رمضان) في وسط عائلة فقيرة كحال كل العائلات الجزائرية، كان منذ نعومة أظافره متشبعا بالروح الوطنية وبالمبادئ والمثل والقيم الإنسانية، إلى جانب تواضعه الشديد وحسن أخلاقه وحبه للعلم، فقد كان حسب الشهادات ميّال بطبعه إلى العلم، حيث كان يصر منذ صغره على الدراسة، وكان يردد بأعلى صوته:« أنحب نقرا .. أنحب نقرا”، إلى جانب اتصافه بالذكاء وقوة الملاحظة... وكلها صفات جعلته شخصا متميزا عن أترابه بل متفوقا حتى على أبناء المعمرين وبناتهم، فقد كان مدير المدرسة الابتدائية بالحروش، كان دائما يقول لتلاميذ مدرسته:« من يطلب العلم فليطلبه مثل رمضان أحسن أو ينصرف لرعي الأغنام..”. ليتمكن بعد الانتهاء من الدراسة وحصوله على الشهادة بتفوق سنة 1948 من الالتحاق بمدرسة الطيران الحربي بروش فور وهو ميناء حربي بفرنسا سنة 1951 وذلك بوساطة من المعمر الفرنسي الثري والسياسي ”ليبول مورال” صاحب جريدة ”لاديباش” النصر حاليا، ليكون العربي الوحيد في هذه المدرسة التي كانت تضم 13083 طيارا فرنسيا والوحيد الذي تحصل على الرتبة الأولى في الامتحان النهائي من ضمن 36 طيارا، لتمنح له رتبة ملازم أول وسنه لم يتجاوز 21 سنة، كما أرسل بعدها إلى القاعدة العسكرية بفاس لإتمام التدريبات، وهناك بالحدود المغربية التحق بصفوف الثورة وأول كلمة سمعها من الرئيس الراحل هواري بومدين قوله له:« مسؤولية الجزائر في صدرك يا سي جمال..” وحسب ما جاء في الندوة فإن البطل الشهيد رمضان أحسن المدعو جمال الذي شارك في الثورة الجزائرية منذ 1957 إلى غاية 62، يعد أول رائد أشرف على تدريب الجنود الجزائريين في القتال والاتصال وتنظيم صفوفهم بمعية ضابطين روسيين على الحدود المغربية ومشاركته في العديد من المعارك، إلى جانب إخوانه المجاهدين، ليعين مديرا عاما للتدريبات بوزارة الدفاع الوطني وفي يوم 06 ديسمبر1962 التحق البطل في ظروف مأسوية إلى جوار ربه.... وللإشارة، فإن الندوة حضرها جمع غفير من العائلة الثورية بالولاية التاريخية الثانية، بالإضافة إلى عدد من الشباب، كما تم تقديم ببهو المركز صور فتوغرافية للبطل وبعض المخطوطات التي كتبها إبان الثورة التحريرية الكبرى.