شكل موضوع تاريخ الطيران الحربي إبان الثورية التحريرية محور ندوة تاريخية نظمتها وزارة المجاهدين أمس الاثنين بالجزائر العاصمة قدمت خلالها شهادات حية لفاعلين في هذا المجال. واستحضرت تلك الشهادات لطياريين ومجاهدين المستوى الراقي للتكوين العسكري في مجال السلاح الجوي آنذاك الذي استطاع جيش التحرير الوطني في الخمسينيات أن يظاهي بعض الجيوش الأخرى من خلال عمليات التكوين سواء في مجال الطيران أو البحرية أو سلاح الإشارة أو مجال المخابرات أو مجال الطب والصحة العسكرية وكذا التكوين السياسي. وأبرز المشاركون أن جيش التحرير الوطني أعطى قضية التكوين أهمية قصوى مشيرين الى أن الطيارين الذين تم تكوينهم ابان الثورة التحريرية كانوا هم النواة الحقيقية التي أنشأت سلاح الطيران بعد الاستقلال. وقال العقيد المتقاعد مشري عمر أن بوادر التفكير في تأسيس سلاح الطيران العسكري بدأت في مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 الذي كان إحدى الركائز الأساسية للثورة و جاء انعقاده في مرحلة خاصة وحساسة لمواصالة النضال بكل أشكاله. فقد أسست -يضيف نفس المصدر- خلال الفترة الممتدة من سنة 1957 إلى غاية سنة 1961 هيئة خاصة للأشراف على التكوين في مجال الطيران حيث تكون خلال هذه الفترة 11 دفعة من الطيارين والتقنيين (54 طيارا وأكثر من 100 تقني). وأكد الأستاذ في التاريخ بجامعة الجزائر جمال يحياوي أن المداخلات التي تمت أثناء الندوة ذات أهمية كبيرة لأنها شهادات حقيقة لفاعلين رئيسيين وليست محاضرات أكاديمية فهؤلاء كانوا ضمن الطيارين اللذين تكونوا اثناء الثورة في عدة دول عربية وأصبحوا بعد الاستقلال هم مكونين لإطارات القوات الجوية الجزائرية. وأشار إلى أن عملية تدوين تاريخ الثورة ''مستمرة منذ سنوات'' غير انه تأسف ''لفقدان الكثير من هؤلاء المجاهدين والضباط السابقين الذين لم تسجل شهاداتهم وبالتالي''. وقال عن موضوع الاهتمام بالتاريخ من طرف الأجيال الشبانبة انه يجب الاقتراب اكثر من هذه الأجيال من الشباب لأنها تمتاز بخصوصيات يجب أن نراعيها، مضيفا أن الوسائط والمعلومات التي يتقبلها جيل اليوم مرتبطة بالشبكة العنكبوتية وبالوسائط التكنولوجية الحديثة. الجدير بالذكر أنه تم عرض في بداية الندوة شريط وثائقي حول الطيران للمؤسسة العسكرية للإنتاج السمعي البصري يلخص مسار تأسيس وتطور القوات الجوية الجزائرية وبوادر إنشاء الطيران العسكري ويبين المستوى التي وصلت إليه القوات الجوية الجزائرية في التحكم التكنولوجي والعصرنه والتطلع إلى المستقبل وكذا إقحام العنصر النسوي. وقد حضر الندوة هذه عدة وزراء وشخصيات سياسية و وطنية.(واج)