أكد نائب الوزير الإيطالي للتجهيز والنقل، السيد ماريو تشاشيا، أن المؤسسات الإيطالية المتخصصة في مجال البناء تسعى لتجسيد الشراكة في مجال بناء السكنات في أسرع وقت ممكن من خلال إنشاء مؤسسات مختلطة جزائرية-إيطالية ضمن مختلف الاتفاقيات الموقع عليها مع مجموعة مؤسسة مساهمات الدولة العمومية "إنجاب"، مضيفا أن هدف الجانب الإيطالي ليس إقامة علاقات تجارية فقط وإنما تعزيز الشراكة وتجسيدها في مختلف المجالات، لاسيما فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا والتكوين وخلق مناصب الشغل. وأوضح المسؤول الإيطالي خلال لقاء نظم، أمس، بين مجموعة مؤسسة مساهمات الدولة العمومية ومؤسسات إيطالية بفندق الهلتون خصص لبحث سبل إرساء الشراكة بين الطرفين أن الشركات الإيطالية ستتواجد بكثرة في الجزائر لأن إيطاليا تثق في الجزائر، مشيرا إلى رغبة بلاده في توسيع هذه الشراكة إلى مجالات أخرى متعلقة بالسكن وإنشاء السكنات والقيام بدراسات في القطاع وكذا ترميم البنايات القديمة، فضلا عن إنشاء مدارس لتكوين العمال المؤهلين والمتخصصين فضلا عن تكوين المكونين. ومن جهته، أكد الأمين العام لوزارة السكن والعمران، السيد علي بولعراس، على أهمية الإسراع في تجسيد بنود اتفاقية الشراكة مع الإيطاليين وذلك برؤية شركات مختلطة جزائرية-إيطالية تعمل في الميدان، خاصة وأن الجزائر تعرف إنجاز برنامج سكني ضخم، مشيرا إلى أن أزيد من 800 ألف وحدة سكنية هي في طور الإنجاز، 50 بالمائة منها بصيغة السكن الاجتماعي والمتبقي موزع على مختلف الصيغ الأخرى الموجهة للطبقة المتوسطة، مما يتوجب علينا إقامة شراكات مع العمل على تحويل التكنولوجيا وخلق مناصب شغل. كما ألح ممثل وزارة السكن على ضرورة وضع التكوين من بين الأولويات وعدم الاكتفاء بجلب مصانع إلى الجزائر، موضحا -في السياق- أن هدف الجزائر كذلك هو تكريس الجانب التصنيعي للقطاع. وتأتي زيارة الوفد الإيطالي الذي يضم 32 ممثل مؤسسة ومكاتب دراسات إيطالية بعد تلك التي قام بها السيد ماريو سياكسيا إلى الجزائر في 5 ديسمبر الماضي، حيث تم التوقيع على برتوكول اتفاق مع وزير السكن والعمران، السيد عبد المجيد تبون، لإعداد برنامج مشترك حول إنجاز سكنات في إطار شركات مختلطة ومجمعات. ويتضمن هذا الاتفاق مساهمة مؤسسات إيطالية بالشراكة مع مؤسسات محلية لإنجاز مختلف السكنات في الجزائر المبرمجة في المخطط الخماسي. ويقوم نائب الوزير الإيطالي للمنشآت القاعدية والنقل بزيارة إلى الجزائر منذ الإثنين الماضي على رأس وفد من الجمعية الوطنية لمؤسسات البناء الإيطالية لإقامة شراكات مع المتعاملين الجزائريين للقطاعات العمومية والخاصة في مجال السكن والعمران تندرج في إطار القرار الذي تم اتخاذه خلال القمة الثانية رفيعة المستوى، التي انعقدت في نوفمبر الماضي بالجزائر وعرفت مشاركة أزيد من 140 متعاملا إيطاليا يمثلون 118 شركة ومكاتب دراسات. تجدر الإشارة إلى أن وزير السكن، السيد تبون، كان قد وضع في 22 ديسمبر الماضي بالعاصمة حجر الأساس لمصنع جزائري إيطالي لإنجاز السكنات الجاهزة بقدرة 2000 وحدة سكنية سنويا، وسيكون هذا المصنع، الذي سيتم إنجازه بالمنطقة الصناعية في الحراش، أول مؤسسة مختلطة تم إنشاؤها -مؤخرا- تحت اسم "الجزائرية-الإيطالية للبناء"، كما سيتم إنجاز مصانع أخرى في الأشهر المقبلة لتعزيز طاقة إنتاج هذه المؤسسة المختلطة. وتعد السوق الجزائرية الثانية في العالم بعد فنزويلا بالنسبة لمؤسسات البناء، كما أن المنشآت الإيطالية عضو بالجمعية الوطنية للمؤسسات البناء الإيطالية، علما أن إيطاليا تعتبر شريك الجزائر الأول في أوروبا بحجم مبادلات فاق 11 مليار أورو في 2011 حسب الأرقام الرسمية.