منذ الاعلان عن برنامج جديد لبناء السكنات، توالت زيارات الوفود الأجنبية من بلدان عدة، والتي أبدت اهتماما خاصا بالمساهمة في هذا البرنامج عبر شركاتها المتخصصة. وجاء هذا التوافد في أعقاب إعلان الحكومة الجزائرية عن رغبتها في تنويع شركائها في هذا المجال، وتفضيل الشركات النوعية التي تلتزم بآجال الانجاز. في هذا السياق، وقع وزير السكن والعمران عبد المجيد تبون ونائب الوزير الايطالي للمنشآت القاعدية والنقل ماريو تشياسيا، يوم الأربعاء، بالجزائر، بروتوكول اتفاق يخص إنشاء شراكات مختلطة جزائرية-ايطالية من أجل إنجاز سكنات عمومية وتجهيزات مرافقة. ومن بين المؤسسات الحاضرة مع الوفد نجد “كوندوت” و«استالدي” و«بيزياروتي”وساليني/طوديني” و«بانتيني” التي سبق لها أن عملت في الجزائر في مشاريع البنية التحتية، إضافة إلى مجمع “بي.أم.أو لانسيا” الذي يضم أكثر من 200 مؤسسة صغيرة ومتوسطة متخصصة في إنجاز السكن. وقال تبون خلال الحفل “إن حرصنا ورغبتنا تتمثل في رؤية تلك الشركات الجديدة تعمل في أقرب وقت ممكن”. أما تشياسيا فقد اعتبر أن الاتفاق يعد “تأكيدا” على حسن العلاقات الجزائرية-الايطالية، مشددا على ضرورة تطوير التعاون مع المؤسسات الجزائرية. كما تم التوقيع مؤخرا على بروتوكول اتفاق بين شركة تسيير المساهمات “انجاب” ومؤسستين برتغاليتين يقضي بإنشاء وحدتين لانجاز سكنات تفوق طاقة انتاجهما 20000 مسكن سنويا، حسبما أكده رئيس هذه الهيئة حفيظ فاسولي. وسيعكف البرتغاليون من خلال الشركتين الجديدتين على إدخال طريقة جديدة في إنجاز السكنات تتمثل في إنشاء الإطارات المعدنية والألواح المعدنية الجاهزة في الوحدة الصناعية ليتم بعد ذلك تركيبها في الموقع المخصص لمشاريع السكن. وقال المسؤول “نحن الآن في مرحلة الانشاء لكن هناك جوانب ذات طابع تقني تتطلب برمجة والتي تدفعنا للاعتقاد انه بحلول الثلاثي الثاني من سنة 2013 سيتم إنشاء المصنعين”. ويرتقب أن يكونا في عنابة ووهران. ويتضمن بروتوكول الاتفاق الذي وقع مع مؤسسات برتغالية تكوينا نظريا وميدانيا على مستوى الورشات للعمال الجزائريين داخل الوطن أو في البرتغال. وشكلت إمكانيات عقد شراكة بين مؤسسات إنجاز سكنات يابانية وجزائرية محور المحادثات التي جمعت أول أمس بالجزائر وزير السكن والعمران عبد المجيد تبون مع السفير الياباني تسوكاسا كوادا. وأوضح بيان من الوزارة أن الطرفين أبديا رغبتهما في تطوير التعاون المثمر من خلال إبرام عقود شراكة بين مؤسسات البلدين. وتم التأكيد على أن هذه الشراكة سترتكز على نقل التكنولوجيات الحديثة والاستفادة من الخبرة اليابانية في مجال الأنظمة العازلة للزلازل مع ضمان التأطير لكل الأصناف المهنية في مجال البناء. من جهة أخرى، عبر رئيس كنفدرالية البناء لمنطقة أستورياس (اسبانيا) سارافين فارنونديز بوهران عن اهتمامه بفتح مدارس-ورشات للتكوين في حرف البناء والأشغال العمومية والسكن. وأضاف قائلا “إننا على استعداد أيضا لإنشاء مؤسسات مختلطة في مجال البناء والأشغال العمومية والسكن والمشاركة في البرنامج السكني الجديد على المستويين المحلي أو الجهوي”. يجدر التذكير أن الحكومة التي ستنطلق في مشاريع لانجاز 800000 مسكن بشكل “استعجالي” قد شرعت في محادثات مع عديد البلدان من أجل التكفل ب«جزء هام” من المشاريع عبر إنشاء مؤسسات مختلطة. وتتضمن خارطة طريق الشراكات إدخال تقنيات حديثة للانجاز فضلا عن إقامة مصانع لانجاز السكنات الجاهزة الثقيلة والخفيفة وتكوين العمال الجزائريين. وكان وزير السكن قد أكد أنه تم حل مشكل العقار في المدن الكبرى، كما أعلن أن الأولوية في المناقصات ستعطى للشركات الجزائرية التي تتعاقد مع مؤسسات أجنبية في إطار شراكات تمكنها من عصرنة وسائل إنتاجها وتقنيات إنجازها. ولحد الآن أبرمت الجزائر اتفاقات إطارية مع البرتغال وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية لإنشاء شركات مختلطة وتجمعات في إطار قاعدة 49/51. ويسعى مسؤولو قطاع السكن من خلال هذه الإستراتيجية الجديدة إلى تدارك التأخر في المشاريع السكنية. وستعرف سنة 2013 إطلاق حوالي 520 ألف وحدة سكنية من كل الصيغ منها 46 ألف سكن ريفي و300 ألف سكن اجتماعي من دون احتساب 150 ألف سكن بصيغة البيع بالإيجار التي تمت إضافتها مؤخرا.