دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد العزيز زياري، أول أمس، بأديس أبابا، إلى إعداد تقييم حقيقي لوضع صحة الأمومة والطفولة في إفريقيا وأبرز أهمية تكثيف التعاون على مستوى القارة لتسهيل تطبيق أهداف الألفية للتنمية، مؤكدا بالمناسبة التزام الجزائر بالتكفل المدمج بالأمهات والأطفال، والذي أثمر بتقليص نسبة الوفيات المسجلة لدى الفئتين بنسبة كبيرة. وأشار الوزير خلال الدورة رفيعة المستوى حول الحملة من أجل التعجيل بتقليص وفيات الأطفال في إفريقيا المنظمة على هامش أشغال القمة العادية ال20 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي إلى أن تقليص نسبة وفيات الأمهات والأطفال بالجزائر تم بفضل التزام سياسي في أعلى مستوى من الدولة، التي رافقت هذا الالتزام بدعم مالي هام على أساس الميزانية الوطنية. وأبرز المتحدث الأولوية التي توليها الدولة الجزائرية لصحة الأمومة والطفولة، وللتكفل المدمج للثنائي "أم- طفل"، مؤكدا في نفس الصدد أهمية الجهود الاستثمارية المبذولة في الجزائر في هذا المجال، والتي مكنت من تقليص نسبة وفيات الأمهات بشكل كبير، حيث تراجعت من 230 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في 1990 إلى 73,4 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في 2011. في حين مكنت نفس الجهود من تحقيق تقدم ملحوظ في مجال صحة الطفولة، حيث تراجع عدد الوفيات من 43 وفاة لكل 1000 ولادة حية في سنة 2000 إلى 22,5 وفاة لكل 1000 ولادة حية في 2011. ولدى تطرقه إلى الوضع في القارة، أكد السيد زياري أن إعداد تقييم حقيقي لوضع صحة الأمومة والطفولة في القارة على ضوء التقدم المحرز يسهل على دول القارة تحقيق أهداف الألفية للتنمية، مؤكدة قدرة بلدان القارة على القيام بذلك من خلال تكثيف تعاونها للتعجيل في تنفيذ الاستراتيجيات الملائمة. وأشار الوزير في هذا الصدد إلى وجود ترابط بين المشاكل المتعلقة بالصحة والتنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان والبيئة، موضحا بأنه بالرغم من التقدم الهام المحرز في إفريقيا خلال العقد الأخير، إلا أن القارة لا تزال تتحمل أكبر حصة من عبء الأمراض المرتبطة بالفقر. وإذ أكد قدرة القارة على تفادي هذه الأمراض أشار السيد زياري إلى أن النساء والأطفال هم من يعانون أكثر، مثلما تبرزه النسب المرتفعة من وفيات الفئتين، مستدلا بالأرقام التي تبين بأن أغلبية وفيات الأمهات المسجلة عبر العالم تحدث في إفريقيا، "حيث لا تحصل نصف النساء الحوامل على متابعة طبية قبل الولادة".