هو أحد فرسان القرآن، احتل المرتبة الثالثة في منشد الشارقة، يلقب بمنشد الروح الطاهرة، إنه ابن مدينة الورود البليدة، أمتع وألهب بأناشيده مؤخرا جمهور عاصمة الهضاب العليا في مهرجان السماع الصوفي، أين التقت به جريدة ”المساء” وأجرت معه هذا الحوار... من هو زهير فارس؟ من مواليد 1981 ببلدية وادي العلايق (ولاية البليدة)، مقرئ للقرآن قبل أن يكون منشدا. حدثنا عن بدايتك مع الإنشاد؟ بدايتي كانت في المدرسة الابتدائية ثم في الكشافة الإسلامية الجزائرية تلتها بعد ذلك المخيمات الصيفية، حيث أسسنا فرقة باسم ”نسمات العلى للمديح والإنشاد” سنة 1998 ومعها بدأت مسيرتي الفعلية في عالم الإنشاد وبفضل هذه الفرقة شاركت في عدة مهرجانات وطنية ودولية، وتحصلت على ألقاب لأحسن أداء فردي، وفي سنة 2009 شاركت في مسابقة منشد الشارقة وصنفت في المرتبة الثالثة، إضافة إلى مشاركتي في مسابقات لتجويد القران بكل من لبنان 2008، إيران 2009، كما قمت كذلك بإحياء عرس في تونس العاصمة وحفلين في مدينة باريس في إطار الملتقى السنوي لمسلمي فرنسا، أما في رمضان المنصرم فقد صليت التراويح في أحد مساجد باريس. هل لك إصدارات؟ نعم، لدي ألبومان سجلتهما مع الفرقة سابقا، ولدي أيضا ألبوم آخر يحمل اسمي يضم 10 أناشيد وطنية، كيف تختار كلمات الأنشودة، ومن هم الأشخاص الذين تتعامل معهم؟ أعتمد دائما على الثراث المشرقي والمغاربي في آن واحد، كما أتعامل مع بعض الشعراء الجزائريين على غرار الأستاذ سلطاني، أبي عبد اللاوي، فيصل كرشوش وعادل رباعي، أما اختيار الكلمات فيكون حسب الموضوع المطروح الخاص بالأنشودة. قلت قبل قليل أنك مقرئ للقرآن قبل أن تكون منشدا، هل تحفظ القرآن كاملا؟ بالطبع أحفظه كاملا وأصلي به التراويح في المساجد. هل لنا أن نعرف كيف خدمت القرآن بصوتك؟ من خلال المساجد، كما أنني قمت ولا أزال أحيي أمسيات قرآنية داخل الوطن وخارجه، بالإضافة إلى مشاركتي في مسابقات التجويد التي تحصلت فيها على مراتب متقدمة. ما رأيك في تجربة راشد العفاسي الذي أضاف النشيد إلى القران؟ القرآن والنشيد وجهان لعملة واحدة، فالنشيد يخدم القرآن في الناحية الفنية للتجويد ومن خلال طريقة قراءته وتمييز المقامات، كما يخدم القرآن النشيد في حسن نطق مخارج الحروف حتى يوصل المنشد رسالته بسلاسة وسهولة، والعفاسي نموذج رائع في هذه الازدواجية التي أتمنى أن يقتدي بها بقية المقرئين والمنشدين. ما هي أهم المهرجانات التي شاركت فيها ولقيت صدى ونجاحا كبيرا؟ أغلب المهرجانات التي شاركت فيها لقيت نجاحا كبيرا على غرار مهرجان سكيكدة للإنشاد سنوات 2003، 2004 و2008، وأسابيع الإنشاد ومهرجان السماع الصوفي في سطيف الذي شد انتباهي كثيرا من الناحية الإعلامية والتنظيمية، دون أن أنسى الإقبال الواسع للجمهور وأتمنى أن يستمر ويواصل دربه. من خلال مشاركتك في المهرجانات الإنشادية الدولية، هل تجد أن هناك اهتماما لدى الجالية العربية والجزائرية بهذا الفن؟ إقبال رائع ومتميز، فجاليتنا في المهجر تتشوق دائما إلى هذا النوع من الغناء الذي يجعلها تستذكر أصولها الإسلامية والعربية، وهو مصدر إثلاج لحنين الأهل والوطن. برأيك ما هي المساحة التي يجب أن تعطى للنشيد بالنسبة للمستمع؟ النشيد كما يقال فاكهة، وهو ليس كل شيء، فالقرآن يأتي أولا ثم الإنشاد بعده. للنجاح ضريبة، فما هي ضريبة نجاحك؟ فعلا، فهي غالية جدا أولها البعد عن الوالدين والزوجة والأولاد، ولكن هذا هو سبيل الفن وخير قدوة لنا هو رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. هل تتطلع إلى مشروع يضم ثلة من المنشدين الجزائريين وحتى العرب؟ نعم أتمنى ذلك كثيرا، بشرط أن تكون الاحترافية أكثر، وكذا اختيار الكلمات والألحان الراقية ولم لا تصويرها في إطار ”الحلم الإسلامي” والتغني بفلسطين ونصرة الحبيب عليه الصلاة والسلام. كلمة أخيرة... أمنيتي أن يتطور الإنشاد في الجزائر وأن يرتقي إلى الاحترافية، كما لا يفوتني أن أشيد بمجهودات وزارة الثقافة في تطوير هذا النوع من المهرجانات القارة، كما أشكر كل القائمين على المهرجان الصوفي، متمنيا لهم المزيد من النجاح.