حجزت فرقة حماية الآثار والممتلكات التابعة للدرك الوطني بولاية وهران، ست قطع أثرية نادرة هي عبارة عن أحجار وقطع معدنية من النقود القديمة جدا تم ضبطها بحوزة أحد الأشخاص كان بصدد تهريبها إلى الخارج، حيث ذكرت المصادر الأمنية المعنية بعملية الحجز، أن القطع النقدية كانت مخبأة داخل السيارة التي كان يقودها الشخص المعني الذي تم توقيفه بتهمة تهريب الآثار والمتاجرة فيها. ومن هذا المنطلق، ارتأت مصالح الدرك الوطني ضرورة مواجهة هذا النوع من الجرائم في حق التراث والتاريخ، وذلك بالعمل على تشكيل خلايا على مستوى كافة القيادات الجهوية بكل من وهران وورقلة وقسنطينة وتمنراست وادرار وسوق أهراس وتيبازة. ويندرج تشكيل هذه الخلايا في إطار مكافحة هذه الظاهرة التي تمس بالممتلكات الثقافية والمواقع الأثرية، والعمل على وجوب محاربة كافة أشكال التهريب الخاصة بالآثار. وفي هذا الإطار، تعكف مصالح الدرك الوطني على المستوى الوطني على إعداد بنك للمعلومات يحتوي على المعطيات التقنية والفنية الدقيقة لكافة القطع الأثرية المتواجدة على مستوى ما لا يقل عن 500 موقع عبر التراب الوطني من اجل حمايتها من السرقة ونهب ذاكرة الأمة. وفي نفس المجال، تم تزويد القيادة العامة ببرنامج خاص يعمل بنظام الإعلام الجغرافي الخاص بالممتلكات الأثرية من خلال التعريف بالقطعة الأثرية وتاريخها، وكذا قيمتها المادية والمالية، حيث يعمل على الكشف عن بعد بنشر وتزويد وتوزيع المعلومات على المكتب المركزي بكافة المعلومات المتعلقة بالممتلكات الأثرية عبر التراب الوطني . وبالنظر إلى هذا الوضع الجديد، تعكف القيادة العامة للدرك الوطني بالتنسيق مع مصالح الجمارك الجزائرية على تجسيد إمكانيات مواجهة كل من تسول له نفسه المساس بحرمة التراث الوطني، حيث تم على سبيل المثال إحصاء أربع قضايا في ولاية وهران، تتعلق كلها بتهريب قطع أثرية تم من خلالها استرجاع 57 قطعة أثرية كان المهربون يسعون إلى تهريبها إلى خارج الحدود وبالتالي إعادة بيعها لنشطاء تجارة القطع الأثرية النادرة، خاصة أن المعلومات التي بحوزة رجال الدرك الوطني، تؤكد أن عمليات التهريب متمركزة بالحدود الجنوبية التي يصعب حراستها بالكامل بسبب شساعة الرقعة الجغرافية للجزائر من جهة، وطول الحدود الجنوبية مع دول الجوار انطلاقا من الحدود الغربية مع المغرب الأقصى إلى الحدود الشرقية مع ليبيا، مرورا بحدود الصحراء الغربية وموريتانيا ومالي والنيجر. للعلم، فإن محترفي سرقة القطع الأثرية يعملون على جمع التماثيل وصور الرسومات الحجرية النادرة، إضافة إلى بعض العملات النادرة والأحجار الغريبة ذات الأشكال الهندسية الفريدة من نوعها، خاصة وأن العديد من التجارب السابقة لرجال الدرك الوطني أثبتت ضبط العديد من السياح الأجانب بالجنوب الجزائري وبحوزتهم قطع اثري نادرة، ولعل الأمر الذي أثار الشكوك حولهم هو توجههم إلى المناطق الصحراوية بكثرة، خاصة وأنه تم ضبط وردة الرمال لدى الكثير منهم بمطار احمد بن بلة الدولي بالسانيا، حيث تم ضبط الكثير من القطع الأثرية النادرة التي كانت بحوزتهم ويعود تاريخها عموما إلى العهد العثماني أو الاسباني، وهو ما يؤكد قيمتها المادية والمعنوية وبالتالي الأثرية، وفي هذا الإطار يؤكد الكثير من العلماء والمختصين وباحثي الآثار بولاية وهران، أن الكثير من المواقع الأثرية المحمية بالولاية، أضحت عرضة للإهمال، الأمر الذي استغله الكثير من المهربين للنهب والتخريب.