القرآن الكريم ذكر لنا قصة فتية آمنوا بربهم ثم فروا بدينهم وهاجروا إلى الله فآواهم إلى الكهف وقصّ قصتهم بعدما سأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم بإيعاز من قريش لتعجيزه عن هؤلاء الفتية فنزلت سورة تعد من أعظم السور القرآنية لتخبرنا عن هؤلاء الفتية. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا) -سورة الكهف الآية 9 و10- السورة القرآنية الكريمة أخربتنا بهؤلاء الفتية والاختلاف الذي حصل حول عددهم.الشيخ محمد تيسير مكتشف مكان أهل الرقيم صدفة أكد نجله الدكتور قيس محمد تيسير ضبيان من الأردن الشقيق قصة اكتشاف مكان أهل الكهف في إطار مداخلة له في أشغال الأسبوع الوطني الرابع عشر للقرآن الكريم وسرد القصة كاملة على الحضور في اليوم الثاني من الأشغال.يقول الدكتور قيس بشأن اكتشاف موقع أهل الكهف في الأردن من قبل تيسير ضبيان، أن والده كان بمكتبه بالعاصمة الأردنية عمان وذلك في عام 1951، بمقر ”الجزيرة” وهي جريدة قدم إليه زائرا لحاجة معينة يقضيها فسأله والدي عن قريته فقال له ”الرجيم” ووصفها له أنها جنب كهف”.واستعرض الدكتور قيس بعض الشواهد التي تؤكد صحة هذه الرواية، مضيفا أن والده حينما سمع من زائره القصة صلى ركعتي استخارة ثم استعار سيارة صديق له وكان بالأردن حينها ثلاث سيارات، واحدة للملك، وأخرى لرئيس الوزراء والثالثة لهذا التاجر الكبير. وذهب إلى القرية التي تقع على بعد 15 إلى 20 كلم شمال شرق عمان. ويضيف الدكتور قيس في روايته أن والده حينما وصل القرية اتجه إلى موقع الكهف وكان المكان ”الكهف” كله غبار وحجارة، وعندما وصل باب المغارة رجع للآيات القرآنية وتأكد له أنه هذا هو الموقع، وقد نشر هذا الاكتشاف في مجلة الشرطة العسكرية التي كانت تصدر عن الأمن العام السوري وكان رئيس تحريريها أديب الششكلي الذي أصبح بعدها رئيسا لسوريا. أما عن أسباب الاكتشاف فإن هناك أثارا في الكتب تحدثت عن وجود الكهف في هذه المنطقة فقد قرأ لأسامة بن منقذ قال ”قرأنا الكهف ونحن إلى طريق الشام ”وقال الصحابي ابن المسيب رضي الله عنه: ”مررنا بالكهف ونحن بطريقنا إلى الشام” وفسر الدكتور قيس بعض الآيات القرآنية في قوله: (وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) فقال: إن السمع أول حاسة يشعر بها المولود. وهي آخر حاسة يفقدها المتوفي. وأكد الدكتور قيس أن الكثير من العلماء والآثريين زاروا الموقع وأكدوا أنه هو كهف أهل الرقيم منهم أبو الأعلى المودودي، الشيخ علي الطنطاوي، الشيخ عبد الله القليقلي، عبده هاشم، أبو غزالة محمد السالك الشنقيطي ورفيق الدجاني من إيران. وأضاف أن موقع الكهف هو جانب قرية الرجيم التي هي ”الرقيم” ورفع الأمر عندها إلى الملك حسين فأعاد تسمية القرية باسم الرقيم.