فضح الرئيس الأمريكي جورج بوش صفته كوسيط في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي عندما تجرأ ووصف بلاده بأنها الحليف الاستراتيجي للكيان الإسرائيلي. وكشف الرئيس بوش عن مكنوناته وماكان يخفيه من مشاعر عندما راح يخطب أمام أعضاء الكينيست الإسرائيلي زاعما أن الدولة العبرية تبقى النموذج الواجب اتباعه كونها الدولة الديمقراطية الوحيدة في كل المنطقة وبلهجة فيها الكثير من الإهانة بمشاعر الفلسطينيين ذهب بوش إلى حد وصف المقاومة الفلسطينية بالحركات النازية وتناسي نازية الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة التي مارست أبشع وأفظع الممارسات التي فاقت بشاعة النازية الهتلرية ضد الشعوب الأوروبية. وطمأن الرئيس الأمريكي الإسرائيليين وقال:"أنتم الآن سبعة ملايين ولكن عند الضرورة ستبلغون 307 مليون بإضافة تعداد السكان الأمريكيين المقدر عددهم ب 300 مليون لأن أمريكا ستكون إلى جانبكم". وبدلا من أن يؤكد قناعته بتحقيق السلام في المنطقة، عمل الرئيس بوش إلى ضرب تعهداته عرض الحائط وراح يرسم استراتيجية الولاياتالمتحدة في كل المنطقة بعد أن أعاد التذكير بأعداء بلاده الذين يتعين إزالتهم من الخارطة بدءا بحركة حماس مرورا بحزب الله وسوريا ووصولا إلى إيران لالسبب إلا لأنهم يقفون في وجه السياسة الأمريكية الساعية إلى إخضاع شعوب المنطقة لمنطقتها وبما يضمن مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل. وتبقى تطمينات بوش لإدارة الاحتلال بمثابة ركائز السياسة الأمريكية المستقبلية سواء فاز بكرسي الرئاسة المرشح الجمهوري أو الديمقراطي. وتفنن الرئيس بوش في نعت الفلسطينيين بشتى النعوت إرضاء لإسرائيل ومتنكرا للمآسي التي لحقت الفلسطينيين منذ سنة 1948 تاريخ إقامة بسبب زرع الكيان الإسرائيلي على أرضهم وما أعقبها من مجازر وعمليات تهجير قسرية واستحواذ على أراضيهم وممتلكاتهم أمام أعين القوى الكبرى بل وبتواطئ منها. فبينما كان الرئيس الأمريكي يمدح الاحتلال وأفعاله كان ملايين الفلسطينيين داخل فلسطينالمحتلة أو الأراضي الفلسطينية وفي مخيمات الشتات يحيون ذكرى النكبة التي تنكر لها جورج بوش، مؤكدين خلالها تمسكهم بحق العودة وإصرارهم على تحقيق ذلك مهما كلفهم الأمر ومهما طال الزمن. ويصر الفلسطينيون أبا عن جد على تلقين أبنائهم وأحفادهم حقهم الضائع الذي لا يجب نسيانه بل والعمل على تحقيقه في يوم من الأيام. وهو الحق الذي تسعى إدارة الاحتلال وبدعم أمريكي إلى طمسه في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في وقت جعله هؤلاء من بين الأسس التي تبنى عليها أية اتفاقية سلام نهائية وبدونها تبقى أية تعهدات مجرد سراب ولا تلبث ان تندثر. والمؤكد ان الاسرائيليين والأمريكيين حتى وإن ابتهجوا بمرورالذكرى الستين لاقامة الكيان الاسرائيلي فانه يحتم عليهم ان لايتركوا درجة الإصرار الفلسطيني في العودة تمر هكذا دون إيلائها الاهتمام اللازم وبما يؤكد أن هذا الحق يبقى قائما حتى وإن كانت المطالبة به في الوقت الراهن محدودة فإنها مرشحة لأن تعرف إصرارا أكبر والحاحا سيجعل الولاياتالمتحدة تعيد حساباتها في وقوفها اللامشروط مع احتلال جائررغم ادعائها الدفاع عن مبادئ حقوق الانسان ورفعها لشعار ديمقراطية زائفة تؤيد الأقوياء وترهن حقوق الضعفاء.