نشطت الفنانة بهجة رحال، أمس، بمركز التسلية العلمية، ندوة صحفية عرضت فيها صندوق ألبوماتها الصادر حديثا والذي ستبيعه بالإهداء خلال الحفل الذي ستحييه هذا الجمعة بقاعة ابن خلدون. يتضمن الصندوق 5 نوبات (الرمل، سيكا غريب، ذيل والحسين)، ويتضمن كتيبا من 40 صفحة تقريبا يستعرض مسيرة هذه الفنانة منذ طفولتها بجمعية الفخارجية وتتلمذها موسيقيا على يد الراحل عبد الرزاق الفخارجي، وصولا إلى المرحلة الاحترافية مع بداية التسعينيات، مع عرض صور لبهجة منها تلك الخاصة بألبومها وهي طفلة. كما يتضمن الكتيب القصائد المغناة والتي هي في الغالب لفطاحلة شعراء العهد الأندلسي كابن الخطيب وابن زمرك وابن زيدون وابن خفاجة وغيرهم، علما أن كل النصوص مترجمة إلى اللغة الفرنسية من طرف سعدان بن بابا أستاذ الأدب العربي بجامعة السوربون بباريس والذي تتعامل معه الفنانة منذ 10 سنوات باعتباره مختصا في الموشح الأندلسي. يتضمن الصندوق أيضا شريط ”دي في دي” به بعض حفلات الفنانة منذ أول حفل أقامته وهي طالبة بالفخارجية، وبعض الجلسات الموسيقية أو الأحاديث التي جمعتها بالراحلين العملاقين الشيخ الحسناوي والعازف عبد الغني بلڤايد اللذين تركا بصمتهما في الفن الجزائري. تصميم الغلاف الخلفي للصندوق من إمضاء أمينة بوسيدهم التي قدمت تعريفا لهذا العمل الفني. للإشارة، ظهرت فكرة هذا الصندوق في مارس الفارط علما أن النوبات الخمس سبق وأن صدرت في ألبومات متفرقة وكانت من إنتاج ”بلدة للإنتاج”. ثمن الصندوق 1500 دج وهو بحث وإبداع يعطي الجمهور متعة تذوق هذا التراث. وعن التراث تقول السيدة بهجة ”أنا مهووسة بكل ما هو نوبة التي تمثل تراثا موسيقيا أصيلا، فهي تأخذ كل وقتي وجهدي وما تبقى من وقت أخصصه لتدريس الموسيقى، وبالنسبة لتحديث الأندلس أو إدراجه ضمن أنواع موسيقية عصرية كالروك أو الراب أو حتى تقريبه من الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، ترى رحال أن كل ذلك تشويه للتراث ونيل من قدسيته التاريخية اللهم إلا إذا كان مغامرة فردية مؤقتة فإن ذلك لا يضر. بالمناسبة، أكدت الفنانة أنها تغني في حفلاتها نوع العروبي والحوزي لكنها لم تسجل في هذين الطابعين لأنها ملتزمة بالنوبة فقط كهدف للوصول إلى تسجيل تراثنا الأندلسي. أثناء المناقشة سئلت الفنانة عن حضور الأعمال الأندلسية المسجلة في السوق الوطني فأكدت أنها موجودة بقوة ومطلوبة وهنا استحضرت تجربتها مع تسجيل النوبة التي انطلقت سنة 1995، حيث سجلت نوبة زيدان وكانت سابقة في تاريخ الموسيقى الأندلسية ولاقت الدعم والانتشار والنجاح، علما أنه قبل هذه الفترة كان يقال إن الأندلسي فن غير قابل للتسويق في حين أن الموسيقى الكلاسيكية والعتيقة تسوق داخل بلدانها وتلٍقى الرواج، وتضيف السيدة بهجة أن ”نجاح ألبوماتي في السوق جعل فنانين آخرين يخوضون نفس التجربة، ويسجلون وهكذا أصبح الأندلسي في السوق وأصبحت القطعة الأندلسية الواحدة بتسجيلات متعددة لفنانين متعددين الأمر الذي يمكن الجمهور من الاختيار وبالتالي انتعش هذا الفن والتفت إليه الشباب”. وبخصوص التكوين، حثت بهجة على ضرورة احترامه خاصة بالنسبة للشباب كما حذرت من أن يستغل البعض الأندلسي لأجل الكسب فقط لأن ذلك سيقضي عليهم فنيا. فيما يتعلق بالمهرجانات الخاصة بالأندلسي، أشارت المتحدثة إلى أنها تعتمد على الجمعيات أي الهواة في الوقت الذي يطلب فيه الجمهور حضور المحترفين. وعن تجربتها في التدريس خاصة بفرنسا، أكدت بهجة أنها تستعمل في ذلك الطرق التقليدية المعتمدة عند شيوخنا والتي انتقلت من جيل إلى جيل عبر قرون طويلة الأمر الذي ثمنه الخبراء الأجانب لأنهم أدركوا أن ذلك سيحافظ على خصوصية هذا التراث الجزائري العريق، مضيفة أن ”أكبر خبراء الموسيقى في أوربا نصحونا بأن لا نغير خصوصية وطبيعة هذه الموسيقى الشفوية وكان هذا هو سر تذوق الجمهور الأوروبي لها، فكلما كانت أصيلة كانت مختلفة عما هو موجود”. للتذكير، فإن لبهجة رحال 21 ألبوما في السوق ولها حفلات عبر العديد من دول العالم فهي دائمة السفر والترحال تسعى إلى نشر هويتنا الموسيقية عبر أصقاع المعمورة.