حلت أمس بالعاصمة العراقية رئيسة الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي في زيارة مفاجئة إلى العراق في وقت تواصل فيه القوات العراقية عمليتها العسكرية ضد مسلحي تنظيم القاعدة في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى شمال البلاد. وأجرت المسؤولة الأمريكية في ثاني زيارة لها إلى العراق منذ استلامها مهامها على رأس الكونغرس بداية العام الماضي مباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين ونظرائهم السياسيين العراقيين. وتعد بيلوسي من أشد قيادات الحزب الديمقراطي المعارضين للحرب في العراق وماانفكت تطالب من إدارة الرئيس جورج بوش تقليص تعداد قوات بلادها هناك وكانت شنت خلال حملة الانتخابات النيابية السابقة حربا ضد السياسة التي انتهجتها الإدارة الأمريكية ومن يعرفون ب "صقور" البنتاغون الذين خططوا للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق قبل أن يجدوا أنفسهم في مستنقع صعب عليهم الخروج منه. ورغم المواقف المعلنة التي أبدتها بيلوسي إلى حد الآن تجاه الحرب في العراق إلا أن زيارتها المفاجئة إلى هذا البلد تدفع إلى طرح التساؤل حول الدافع الحقيقي من ورائها وما إذا كان سببها حسابات انتخابية أم جاءت من أجل تقديم الدعم لقوات الاحتلال الأمريكي على غرار المسؤولين الأمريكيين الذين يأتون في كل مرة إلى العراق لتقديم الدعم المعنوي للقوات الأمريكية وحكومة نوري المالكي من منطلق أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي هم في النهاية وجهان لعملة واحدة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن المصالح الأمريكية في العالم. ويطرح هذا السؤال على اعتبار أن الورقة العراقية كانت ولا تزال تطغى على الحملة الانتخابية بين الديمقراطيين والجمهوريين والتي ستزداد حدتها شهر نوفمبر القادم مع حلول المحطة الأخيرة للانتخابات الرئاسية الأمريكية على اعتبار أن الوضع في العراق سيكون ورقة الفصل في هذا الموعد الانتخابي. وتزامنت زيارة بيلوسي إلى العراق مع جولة الرئيس الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط والتي كانت أولى محطاتها إسرائيل حيث شارك الإسرائيليون احتفالاتهم بالذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل على أنقاض فلسطينالمحتلة وهي الذكرى الموافقة ليوم النكبة بالنسبة للشعب الفلسطيني. كما تأتي زيارة بيلوسي إلى العراق في الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية عملياتها العسكرية التي بدأتها الأسبوع الماضي في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى شمال البلاد والتي تستهدف مقاتلي تنظيم القاعدة في مسعى للقضاء على المقاومة العراقية. وفي سياق هذه العملية أفادت مصادر عسكرية عراقية أن القوات العراقية اعتقلت ما لا يقل عن ألف شخص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، بينهم ثلاثة ممن وصفتهم بأمراء التنظيم بينما تمكنت من حجز كميات كبيرة من الأسلحة. وقال مسؤول عسكري عراقي أن القوات العراقية تمكنت خلال هذه العملية من حجز 171 قطعة سلاح من النوع الخفيف و263 قذيفة هاون و45 قذيفة مضادة للمدرعات إضافة إلى كميات معتبرة من المتفجرات. وكانت الحكومة العراقية أصدرت أول أمس عفوا مشروطا عن المطلوبين في مدينة الموصل وباقي مناطق محافظة نينوى ومنحتهم مهلة عشرة أيام لتسليم أنفسهم مقابل الحصول على تعويضات مالية كبيرة. وكشف وزير الداخلية العراقي جواد البولاني عن تشكيل لجنة تشرف على متابعة تطبيق هذا العرض وتحديد القيمة المالية للأسلحة المسترجعة وتحديد قيمة التعويضات المالية. وتقوم القوات العراقية بشن عمليتها العسكرية ضد عناصر تنظيم القاعدة في مدينة الموصل بالتعاون مع نظيرتها الأمريكية التي تدعمها في مجال المعلومات.