أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بالعاصمة العراقية أن الإدارة الأمريكية ستحترم الاتفاق الموقع مع بغداد لسحب قواتها من المدن العراقية بحلول نهاية شهر جوان القادم. وقالت بيلوسي التي حلت بالعاصمة العراقية في زيارة أحيطت بسرية تامة صباح أمس أن المخطط الخاص بهذا الانسحاب سيتم احترامه. وأدلت بيلوسي بهذا التصريح بعد لقاء جمعها برئيس البرلمان العراقي إياد السمرائي وقبل لقاء آخر جمعها بالوزير الأول العراقي نوري المالكي. وقال المالكي أن انسحابا مسؤولا من المدن الكبرى سوف لن يؤثر على الوضعية الأمنية في كل العراق وخاصة بعد أن كثفنا من عمليات قواتنا الاستخباراتية. وصبت تصريحات رئيسة مجلس النواب الأمريكي في نفس سياق تصريحات الوزير الأول العراقي الذي أكد من جانبه أن حكومته لم تعد في حاجة إلى قوات أجنبية في كبريات المدن العراقية في إشارة واضحة إلى قدرة القوات العراقية على تحمل مسؤولياتها الأمنية في هذه المدن. وجاء تواتر التصريحات بيلوسي والمالكي رغم متاعب أمنية واجهتها القوات الأمريكية والعراقية الشهر الماضي في مختلف المناطق العراقية بعد تنامي عمليات التفجير الانتحارية التي استهدفتها وخلفت في حصيلة دامية مقتل أكثر من 350 عراقيا و18 جنديا أمريكيا في اكبر حصيلة يعرفها العراق منذ شهر سبتمبر من العام الماضي. وسبق لقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو التأكيد على أن وحدات المارينز انسحبت بشكل عملي من كل المدن العراقية باستثناء العاصمة بغداد ومدينة الموصل التي تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنها أصبحت آخر معاقل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. يذكر أن البنتاغون الأمريكي مازال يحتفظ بحوالي 140 ألف عسكري في العراق من مجموع 160 ألف الذين تم نشرهم في هذا البلد إلى غاية نهاية عهدة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش شهر جانفي الأخير. وتعتزم إدارة الرئيس الأمريكي الجديد انتهاج استراتيجية مغايرة لتلك التي انتهجها سابقه من خلال سحب قوات بلاده من العراق وتوجيه كل الجهد العسكري الأمريكي باتجاه أفغانستان بقناعة أن الوضع فيه يبقى الخطر الحقيقي على الأمن القومي الأمريكي وليس العراق. يذكر أن الاتفاق الموقع بين الإدارة الأمريكية السابقة وحكومة المالكي يقضي بالبدء بانسحاب أمريكي من المدن العراقية الكبرى بحلول نهاية الشهر القادم على أن يتم سحب آخر جندي من العراق بحلول نهاية سنة 2011 .