عاشقة للصوت الملائكي فيروز ومولعة بالأغنية الشرقية، عاشت وتربّت وسط عائلة فنية غنية عن التعريف من أب سوري هو الفنان القدير: تيسير عقلة وزوجته المطربة “نادية كرباش”، عرفها الجمهور وأحبّ أداءها لمختلف الأغاني من خلال الشاشة في الحصة التلفزيونية حظك في الأنغام، هذه الحصة التي وسّعت شهرتها وحققت انتشارها وضاعفت حظوظ مشاركاتها في مهرجانات وتظاهرات عربية هامة، تعاملت مع الملحن معطي بشير وعبد القادر حوتي الذي كان سبب دخولها الإذاعة الوطنية، خاضت تجربة التمثيل المسرحي، مدرستها الأولى التي تركتها لأجل الأغنية، بدايتها كانت بالأغنية الشرقية التي لم تواصل في دربها إذ فضّلت أداء كل أنواع الغناء الجزائري دون استثناء، لها عدة ألبومات آخرها صدرت في 2006 لتعود إلى التسجيل بالإذاعة الوطنية هذه السنة، أظنّكم عرفتموها، إنّها المطربة سماح عقلة التي خصّت “المساء” بهذا اللقاء: “المساء”: لقد أطلت الغياب حتى اعتقد أنّك اعتزلت فما هي الأسباب؟ سماح عقلة: احتجابي عن الشاشة هو ربّما ما جعل الكثير يظن أني اعتزلت، في حين أني لا أزال في الساحة الفنية وحاضرة أيضا في الأفراح وقد قمت بتجربة غنائية جديدة مؤخرا في نوع الموسيقى الإلكترونية، حيث غنيت مع مستر أ. ب أغنية بعنوان “أنت ناوي “، صدرت مؤخرا في ألبومه الجديد من إنتاج شهاب، ولدي إنتاج جديد أنا بصدد تسجيله في الإذاعة حاليا.
هل لنا أن نعرف مضمون وبعض تفاصيل الجديد؟ هناك أغنية لمحمّد عنقر (عاطفية) بعنوان ساهر الليل، وأغنية أخرى من التراث المغربي (الله يا مولانا الله) والأغنية التي أنا بصدد تسجيلها عنوانها: (الدنيا)، عبارة عن حوار مع الدنيا كلمات “صابرينا سوفتا “ والتي أتعامل معها لأول مرة ككاتبة كلمات وهي مهندسة صوت بالإذاعة الوطنية، تقول في بعض كلماتها: “الدنيا يا دنيا بدواك داويلي جراحي رجعي لي فراحي”... تلحين الأغنية لفؤاد محالة وتوزيع الطيب دريغول.
رغم صوتك الجميل وحضورك المميز، إلاّ أنّك لم تبرزي كنجمة في عالم الفن، فما الذي عرقل طريق نجوميتك؟ طريقي لم يكن سهلا لقد كوّنت نفسي بنفسي ورغم كوني ابنة ملحن كبير لحّن لأكبر الفنانين الجزائريين ومنهم الراحلة “صليحة الصغيرة “ التي أمدها بلحن خالد لأغنية (يا ثورة الأحرار) المدونة في سجل الأغاني الناجحة، إلاّ أني لم أستغلل شهرته وفضّلت الاعتماد على نفسي، مع هذا أستشير الوالد المقيم حاليا ببلجيكا وآخذ برأيه، فنحن على اتصال دائم لكن تبقى العراقيل تعترض طريقي والظروف أيضا تعرقل أحيانا، لدي دائما أمل في الوصول يوما ما؟
هل من مشروع ثان في الطريق؟ هناك عدة أمور أعتزم تحقيقها لكن سأترك بعضها مفاجأة؟
من الذي تتمنين أداء “دويتو” معه؟ أضع في رأس القائمة الشاب “أنور”، فهو من الأصوات الرائعة التي أحبها وفي الشعبي “ديدين كاروم” وهي اصوات تنسجم مع صوتي لأنّ للديتو في قناعتي معايير أهمّها: توافق وتطابق الصوتين أي يكون هناك انسجام لا تنافر.
كان للطفل دوما نصيب من أعمالك، فماذا تحضرين للبراءة؟ لدي بالفعل اهتمام بالطفل هذا الكائن البرئ الذي هو بحاجة إلى التربية والتوجيه من خلال أغان هادفة ترفه وتربي وتصقل الناحية الفنية والجمالية، ينمو، يكتشف ويتطور، سبق وأن شاركت في مهرجان بالشقيقة تونس بأغنية الطفل وحزت على الجائزة الأولى وأنجزت أيضا شريطا هاما يحتوي على عدة أغان منها: حب الأم، ثمن الوقت، المحفظة، الاجتهاد، الأغاني من تلحين الأستاذ: وحيد باي، فالطفل حاضر دائما في أجندة مشاريعي، وقد جهزت مشروعا جديدا سلمته لمدير الإذاعة ولقي استحسانا لتبقى مرحلة التطبيق...
لماذا لا تعطين لأغنية الطفل أهمية من المنتجين في مجتمعنا؟ لأنّها في رأي المنتجين غير ناجحة والنجاح من منظورهم يقاس بالربح أو الكسب المادي، فالمنتجون اليوم عبارة عن تجار لا يفقهون حرفا في مجال الفن والتربية والطفل آخر اهتماماتهم...
وماذا عن 8 مارس، هل حضرتم هدية للمرأة بالمناسبة؟ حضرنا أوبرات بعنوان : “بسمة حب” ضمن جماعة من المطربات منهن المطربة فلة عبابسة، حسيبة عبد الرؤوف بريزة وأنا وغيرنا وستكون أيضا هدية للجزائر بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال.
وماذا عن التمثيل، هل من مشاريع مقترحة؟ أنا أصلا بدأت مشواري الفني على المسرح ولازلت أمثل على الخشبة وهناك فعلا مشاريع لكن تبقى مجرد اقتراحات...
والإشهار؟ لن أعود إليه أبدا لأنه استغلني وأنا لم أستفد منه شيئا.
بعد سنين من الممارسة والتجربة لم تتخصصي بعد في نوع من الغناء، هل الاختيار صعب؟ بدأت مشواري بالأغنية الشرقية التي من الصعب تقبلها في مجتمعنا لأؤدي بعدها كل أنواع الغناء دون استثناء حتى القبائلي أديته، وشخصيا أفضّل عدم التخصّص حتى أنّ الوالد نصحني بذلك وأنا أشاطره الرأي.
هل من مشاريع مقترحة خارج الوطن؟ كان هناك مشروع مع الملحن اللبناني “إلي شويري” ملحن أغان القديرة “ فيروز” و«نجوى كرم”، الذي سمع صوتي وقال عنه معجزة وصوت غير متكرّر، لكن للأسف لعدم قدرتي على التنقل لظروفي بعد الزواج لم يتحقق المشروع، عدا هذا فمشاريعي كلّها هنا بالجزائر وأهمّها ما أسجله اليوم بالإذاعة...
كلمة أخيرة؟ بمناسبة الثامن مارس أهنئ كل نساء العالم والنساء الجزائريات خصوصا، وأشكر كل من شجعني على المواصلة وشكرا خاصا للأوفياء لسماح عقلة، كما أشكر جريدة “المساء” على الالتفاتة واللقاء.