مغنية صاعدة تنحدر من عائلة فنية عريقة لها جذورها في الفن، والشعبي تحديدا، منخرطة منذ سنوات في المجموعة الصوتية البوليفونية نغم المرافقة للجوق السمفوني، تملك قدرات صوتية هائلة أهلتها لأداء كل طبوع وألوان الغناء، فصوتها الرخيم أدى أغاني طربية لفيروز ووردة والعديد من العمالقة، عاشقة للأغنية الأمازيغية والعربية والأجنبية، فإتقانها للهجات واللغات سهّل إبحارها في هذه العوالم كلها، دون أن تنسى الطفولة التي أهدتها مجموعة من الأغاني التي تربت على كلماتها وترديدها.. ضيفتنا لهذا الأسبوع هي مطربة ناشئة تخطو خطواتها الأولى في مجال الفن، عن ألبوماته وما احتواه إنتاجها للبراءة حدثتنا فلة من خلال هذه الدردشة... ''المساء'': عشر سنوات ضمن المجموعة الصوتية التابعة للفرقة السمفونية، هل كانت كافية لصقل تجربة فلة في مجال الأغنية؟ فلة اسيرم: عملي ضمن المجموعة الصوتية أكسبني الكثير وصقل موهبتي وزادني تمكّنا ومنحني ثقافة واطلاعا في مجالات عدة، فالفرقة السمفونية في حد ذاتها مدرسة، وكل عنصر فيها أستاذ من أعظم الأساتذة وشرف كبير أن أرافقها، وأنا مدينة لها لكونها علّمتني الكثير، فالفرقة تعزف على كل الأوتار وتتقن كل أنواع العزف الأبرا الكلاسيكي، الأوروبي، العربي مشرقي ومغربي، ناهيك عن الأغنية الجزائرية بثرائها وتنوع طبوعها وتعرف خبايا كل آلة ونوتة، ونحن إذ نرافقها نتعلّم منها ما لا نستطيع تعلمه في أية مدرسة أخرى مهما بلغ مستواها... امتلاكك صوتا جميلا، لاشك دفعك إلى إظهاره، فهل حدث وان فكرت في المشاركة في مسابقات ومهرجانات؟ ؟ بالفعل، سبق وأن شاركت في مسابقات، وأوّل مشاركة أفتخر بها كانت مسابقة جائزة علي معاشي التي أقامتها وزارة الثقافة في 02 أفريل 2008 حيث تحصلت على الجائزة الثانية بأغنية مضمونها الأم، كلماتي وتلحيني وأدائي، بطابع مشابه لما يؤديه الصوت الملائكي فيروز، كما شاركت في مهرجان بوقرنين بتونس بأغنية ''يا الورقة'' لعميد الأغنية الشعبية المرحوم الحاج الهاشمي قروابي وخلاص ''سلي همومك''، ونلت الجائزة الثالثة في 2007 كما تحصلت على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية الأمازيغية ببجاية في أوت 2008 بأغنية: ''أمكي ثبغام ايمول'' كلمات حسن أحريص أستاذ مدرسة تعامل كثيرا مع المرحوم معطوب الوناس، وهو المهرجان الذي أدعى إليه كل سنة، كما دعيت من طرف وزارة الثقافة للمشاركة في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، فكانت لي جولة فنية ب: عين تموشنت، وهران، سيدي بلعباس ومغنية، وكان تجاوب الجمهور الوهراني مع الأغنية القبائلية على وجه الخصوص رائعا، وهذا ما أسّرني. حضور مميز وموفق في كل المهرجانات التي شاركت فيها وتملكين صوتا جميلا، لكنك مع هذا لم تبرزي لحد الآن كمطربة، فما الذي يعوق ظهورك؟ ؟ لدي 12 سنة عمل في المجال الفني، لكن كمطربة تشق طريقها في عالم الفن لدي سنتان فقط، وأنا حاليا في رحلة البحث عن نفسي، فقدراتي الصوتية كبيرة وموهبتي تؤهّلني لأداء كل الطبوع العصري، الشعبي، القبائلي، قناوي، طربي هذا الأخير الذي أجد فيه نفسي كثيرا لكن صعب أن انتهجه دربا في مجتمعي، لذا عليّ أن أختار طابعا يميّزني ويمكنني من الظهور وترك بصمتي عليه. وماذا عن محتوى ألبومك الأول؟ ؟ هو ألبوم يضم 8 أغان عبارة عن كوكتيل يشمل أيضا أغنية بالإنكليزية. وألبوم الأطفال هل يحتوي جديدا؟ ؟ هو نتاج بحث قمت به واخترت من خلاله أقدم ما رددنا ونحن صغار مثل : ''يا حجنجن''، يا ''خياطة''.. ''القط سيسان''.. ''دودحة يا دودحة''.. وهل ''تعلمون تحيتي'' وغيرها، الألبوم يضم 10 أغان بتوزيع جديد، والهدف من ورائه هو أن لا تموت مثل هذه الأغاني البسيطة في معانيها الهادفة في مرماها وتبقى من جيل لجيل، أعدت بعثها بصورة جميلة، حيث رأيت أن ساحة الطفل فارغة وهو في أمسّ الحاجة إلى الأغنية الهادفة التي نشأنا وكبرنا على سماعها وترديدها. ' أتعتقدين أنّ جيل اليوم سيتجاوب معها؟ فلة اسيرم: أكيد، فمثل هذه الأغاني البسيطة هي ما يجلب الطفل، خاصة إدا ما طعمت بلحن وعزف جميل يداعب مشاعر ونفسية البراءة، فالعمل الذي أنجزته ليس عشوائيا، بل مدروس، فعدا كوني مطربة، اشتغلت في المدارس ولطالما حضّرت حفلات آخر السنة، وهذا ما أكسبني خبرة في ما يريده الطفل، أعرف ذوقه وميوله الخ... ''المساء'': رافقت أيضا المطرب الصادق جمعاوي في ألبومه الأخير بالفرنسية، حدثينا عن هذه التجربة؟ فلة اسيرم: الإنتاج جميل وراق وذو مغزى وهدف نبيل، وهذا ما حفّزني على العمل مع الأستاذ الصادق جمعاوي وخوض هذه التجربة باللغة الفرنسية والتي أتوقعها ناجحة. هل من مشروع قادم؟ ؟ هناك مشروع ألبوم غنائي قبائلي كلمات بلقاسم بن عاليا وحسن أحريص الكاتب والملحن. ''المساء'': جميل أن نرى شابة تؤدي الأغنية العربية وتجيد الطرب بامتياز، فما السر في ذلك؟ فلة اسيرم: السرّ يرجع إلى إتقاني اللغة العربية، لا يخفى عليك أن اللغة العربية هي لغة بلاغة وتشمل كلّ الحروف وهذا ما يسهّل على المتمكن منها أداء كلّ أنواع الغناء، وعملي مع الفرقة السمفونية ساعدني أيضا كثيرا، فنحن كمجموعة صوتية نؤدي كل أنواع الغناء بما فيها الطرب الذي يستهويني شخصيا، فأنا متأثرة وعاشقة لفيروز ومحبة لوردة الجزائرية التي فقدناها مؤخرا وبفقدانها خسرت الساحة الجزائرية والعربية عملاقة من عمالقة الطرب. هل من أمنية؟ ؟ أتمنى أن أنجح كمطربة وأؤدي بفني رسالة تخلّد اسمي وتكسبني جمهورا يحبني ويحترمني، وهذا هو الأهم، أي الاحترام، وفي الختام أشكر جريدة ''المساء'' على الالتفاتة واللقاء.