ناشدت 10 عائلات تقطن بالعمارة رقم 50 العتيقة الواقعة بشارع «قدور بليزيدية»، وسط مدينة سكيكدة، الجهات المعنية بالتدخل العاجل من أجل إجلاء السكان المتضررة مساكنهم إلى عمارات جديدة ولائقة تليق بكرامتهم. وأضحت السكنات التي يقيمون بها، حسب ما وقفت عليه «المساء» بمعية ممثل عن العائلات، في وضع كارثي بسبب تصدع الممرات المؤدية إلى السكنات، بفعل هشاشة السندات الخشبية التي ترتكز عليها الأرضية، مشكلة خطرا على أرواح الأطفال الصغار، خاصة عند دخولهم أو خروجهم، مما يتطلب حسب ذات المصدر اتخاذ الحذر والحيطة تفاديا لسقوطهم، إضافة إلى هذا، تشقق الجدران الخارجية للعمارة وهشاشتها، خاصة الجهة المقابلة للعمارة الواقعة بشارع «مكي أورتيلاني» التي تهدمت السنة الماضية، متسببة في هلاك فتاة وجرح 5 أشخاص من عائلة واحدة. وما زاد من معاناة السكان، الروائح الكريهة المنبعثة من أقبية العمارة بسبب انسداد قنوات الصرف الناجمة عن تهدم ذات العمارة، ناهيك عن انتشار الفئران، الجرذان والحشرات الضارة، مما يزيد في تأزم أوضاع العائلات التي تسكن بالعمارة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، حسب السكان الذين تحدثوا إلينا، ما ينجرّ عن رداءة الأحوال الجوية بخصوص شققهم الضيقة، إذ تتسرب مياه الأمطار داخل المنازل، عبر مسامات وتشققات الجدران، من السقف وحتى النوافذ.. للإشارة، فإن العديد من السكنات والعمارات الواقعة بالمدينة القديمة لمدينة سكيكدة، والتي عرفت خلال السنوات الأخيرة تدهورا خطيرا، أصبحت تشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لقاطنيها، مما أضحى يتطلب تدخلا عاجلا لتفادي ما قد لا يحمد عقباه. للعلم، فقد سبق وأن خصصت وزارة السكن لولاية سكيكدة، منذ أكثر من سنتين، مبلغا ماليا يقدر ب 150 مليار سنتيم للتكفل العاجل بملف السكنات العتيقة الموجودة داخل النسيج العمراني للمدينة العتيقة، وذلك من خلال القيام بأشغال إعادة ترميم وتأهيل السكنات الهشة المهددة بالانهيار، بعد الخبرة التقنية التي شهدتها قرابة 2000 عمارة، جلها يقع بالمدينة العتيقة لعاصمة روسيكادا.