خضعت كل السكنات المتواجدة على مستوى المدينة القديمة بسكيكدة والتي تعود إلى الحقبة الاستعمارية الأولى، لعملية إحصاء دقيقة وشاملة مع إخضاعها للخبرة التقنية وهذا من أجل تحديد طبيعة تلك البنايات، سواء تلك التي تتطلب الصيانة والإصلاح أو تحتاج إلى تهديم كلي ومن ثم التمكن من ضبط قائمة العائلات المعنية بالترحيل نحو سكنات جديدة.. وتأتي هذه العملية بعد حادثة تهدم مسكن بالحي ''النابوليتاني''، وبالضبط بشارع مكي أورتيلاني بوسط سكيكدة، وخلف قتيلة وجريحتين خلال رمضان الأخير.. مع العلم أن والي سكيكدة كان قد قرر في جوان الأخير إعادة إسكان 120 عائلة كلها تقطن في سكنات عتيقة مهددة بالانهيار تقع في الحي ''النابوليتاني'' القديم بوسط سكيكدة. هذا، ويأمل العديد من السكان ممن تحدثوا إلينا في أن لا يؤول مصير عملية الإحصاء إلى مآل العمليات السابقة، على أساس أن الوضعية بكل أحياء مدينة سكيكدة العتيقة تعرف من يوم لآخر تدهورا خطيرا مع مطالبتهم الجهات المختصة على مستوى الولاية، بالتفكير الجدي في كيفية إعادة تعمير المنطقة، بالخصوص الجيوب التي خضعت السكنات المتواجدة بها لتهديم، وذلك في أقرب وقت، إما بإنجاز حدائق عامة ومساحات خضراء أو إنجاز سكنات مع الاحتفاظ على الطابع المعماري للحي أوحتى التفكير في إنجاز مراكز للأعمال وقلاع تساهم في إعطاء وجه جديد لعاصمة الولاية، التي بدأت كل سكناتها القديمة تشيخ بعد أن أصبحت غير قادرة على تحمل آثار السنين، لتبقى المدينة بحاجة جد ماسة ومستعجلة لعملية الصيانة الحقيقية بالخصوص أروقة المدينة الممتدة على طول الشارع الرئيسي ديدوش مراد بالاعتماد على الطرق العلمية بعيدا عن منطق ''البريكولاج'' الذي كان في كثير من الأحيان سببا مباشرا في الوضع الذي آلت إليه كل أجزاء عاصمة ''روسيكادا''، وهذا دون الحديث عن تبذير المال العام في مشاريع غير مجدية، وكذا إلزام الخواص من مالكي السكنات والعمارات المتواجدة بكل أجراء المدينة القديمة بالإسراع في القيام بأشغال الصيانة والترميم اللازمة.