دعا الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيد يونس غرار، المؤسسات الجزائرية إلى ضرورة استعمال وسائل الاتصال الحديثة في عملها اليومي لاسيما شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن معظم المؤسسات الجزائرية لا تعرف كيف تستغل هذه الوسائل مهنيا، كما أنها لا تبذل أي جهد لتحيين وتنشيط مواقعها الإلكترونية. وأكد المتحدث من جهة أخرى، على ضرورة الإسراع في تطبيق الإستراتيجيات التي أنجزها الخبراء، لاستدراك التأخر الحاصل في مجال استعمال هذه التكنولوجيات التي أصبح التكيف معها أمرا حتميا ومصيريا. ولدى تدخله في ندوة متبوعة بنقاش خصصت لموضوع "المؤسسات وشبكات التواصل الاجتماعي " نظمتها أمس بفندق الهيلتون، خلية العمل والتفكير حول المؤسسة "كير" بالتنسيق مع مؤسسة فريدريك نومان، أكد الخبير غرار "أن الجزائر تسجل تأخرا معتبرا في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، حيث تعد من بين ال10 دول التي لا تتوفر على خدمة الجيل الثالث وعلى التدفق السريع للإنترنت"، مشيرا إلى أن "برنامج الحكومة الإلكترونية موجود ومحقق فوق الورق إلا أنه ينتظر التطبيق على أرض الواقع". وأرجع المتحدث تأخر المؤسسات في هذا المجال إلى رفض أصحابها لمختلف شبكات التواصل على غرار شبكة فايسبوك، حيث يعتبرونها مجرد وسيلة وفضاء للعب، و«بلغ بهم الأمر إلى حد توقيف الشبكة وحتى تسليط عقوبات على موظفين وعمال بسبب استعمالها"، في الوقت الذي تعتبر فيه هذه الوسيلة التكنولوجية – يضيف الخبير – وسيلة فعالة وناجعة للتواصل بين الموظفين والعمال وإدارتهم، وبين إدارة المؤسسة وزبائنها لمعرفة الاحتياجات وتحديد الأولويات، فضلا عن استعمالها لترويج منتوجها عن طريق الإشهار على النت. واعتبر المتحدث هذه الممارسات دليلا على غياب ثقافة تكنولوجيات الإعلام والاتصال، ليس على مستوى المؤسسات فحسب وإنما على مستوى أوسع، داعيا الإسراع في العمل على غرس مثل هذه الثقافة على مختلف المستويات، كالمؤسسات التعليمية والإدارات وغيرها، قصد تجاوز نقص التواصل المطروح لدى المجتمع الجزائري. وذكر الخبير غرار، كمثال على ما نخسره من عدم استغلال تكنولوجيات الاتصال، ملف التطبيب عن بعد الذي شرع فيه منذ سنوات في الجزائر، والذي توقف بسبب استحالة نقل معلومات ثقيلة من ولاية إلى ولاية أخرى، بسبب التدفق الضعيف للانترنت، ما جعل المريض الخاسر الأكبر في هذه الحالة، موضحا أن "هذا المثال ينطبق على الكثير من الملفات التي تراوح مكانها، بسبب تأخر تجسيد الأهداف التي سطرتها الحكومة، في مجال وسائل التواصل الحديثة منذ مدة في إطار برنامج الحكومة الإلكترونية". وكشف المتحدث في عرضه الذي حضره رؤساء مؤسسات وممثلون عن القطاعات الوزارية، أنه رغم هذه النقائص المذكورة، إلا أنّ آخر الأرقام تضع الجزائر في المرتبة ال41 من حيث استعمال شبكة الفايسبوك في العالم ب 4.322.820 مستعملا -أي بزيادة تقارب ال6 آلاف مستعمل خلال الستة أشهر الأخيرة، 67 بالمائة منهم رجال و33 بالمائة نساء وبحوالي 90 بالمائة من المستعملين لا يفوق سنهم ال35 سنة.