شدّد وزير السياحة والصناعات التقليدية، السيد محمد بن مرادي، على أهمية تطوير السياحة الداخلية لتنمية السياحة الاستقبالية، موضحا لدى إشرافه على افتتاح أشغال يوم دراسي حول تنمية السياحة الصحراوية أمس بأدرار، أنه بات ملحا تطوير السياحة الداخلية وجعلها قاطرة لتنمية السياحة الاستقبالية، موضحا في ذات السياق الدور الكبير للسياحة في دعم حركة التنمية المحلية. وذكر السيد بن مرادي في السياق ذاته، أن دعم السياحة الداخلية يسمح بتوفير الثروة ومناصب الشغل واستجابتها لحق المواطن في السفر وقضاء العطل داخل الوطن، والتعرف على مختلف مناطقه ومقوماته التاريخية والثقافية والطبيعية. وقال الوزير إن هناك طلبا داخليا معتبرا وسوق واعدة لمنتوج السياحة الداخلية، بدليل الإحصائيات التي كشفت أن أكثر من مليوني جزائري يقضون عطلهم خارج الوطن بسبب غياب عروض سياحية داخلية تروق أذواقهم وميولهم. وذكر وزير السياحة والصناعات التقليدية، أن توفير سوق سياحية داخلية يجعل السياحة الوطنية في مأمن من الاضطرابات التي تمس السياحة العالمية من حين لآخر جراء الأزمات الاقتصادية والسياسية الراهنة. وأشار السيد بن مرادي، أن الديناميكية التي تعرفها الحركة السياحية الداخلية خلال مواسم الاصطياف تتراجع بسبب الانكماش الملاحظ لهذه الحركية خارج هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بالمناطق الداخلية أو المناطق الصحراوية بالرغم من وجود فرص عديدة لقضاء عطل بها خصوصا في فصلي الشتاء والربيع. وأرجع الوزير هذه الوضعية إلى غياب عروض سياحية قادرة على إقناع المواطنين، وضعف الحملات الترويجية وبرامج الترقية والتسويق التي تعمل على تعريف المواطنين بفرص قضاء العطل داخل الوطن خاصة بالمناطق الصحراوية. ويرمي هذا اليوم الدراسي الذي ينظم في إطار المهرجان الدولي للسياحة الصحراوية بولاية أدرار، إلى فتح نقاش مباشر وصريح بين كل الفاعلين منهم محترفو الفندقة والأسفار، بغرض اقتراح آليات عملية ملموسة للشروع في حملة ترويجية وتسويقية تقنع المواطنين بقضاء عطلهم بالمناطق الصحراوية، بداية من الموسم السياحي الصحراوي المقبل، كما أضاف وزير القطاع. وفي هذا الجانب، أكد السيد بن مرادي التزام دائرته الوزارية بتوفير كل الإمكانيات المتاحة لإنجاح خطة العمل التي سيتفق عليها المشاركون في هذا اللقاء، ووضعها حيز التنفيذ في ظل التشاور المستمر مع كل الفاعلين من وكالات سياحية وأسفار وأصحاب الفنادق وكل الجهات ذات الصلة بالسياحة. من جهته، أكد والي ولاية أدرار، السيد أحمد ساسي، أنه لا يمكن تحقيق تنمية محلية حقيقية في ولاية أدرار إلا بإعطاء انطلاقة حقيقية للسياحة المحلية، وإعادة إنعاش السياحة الصحراوية التي تتطلب دعم الاستثمار، من خلال إنجاز مؤسسات فندقية وإعادة تأصيل الفنادق الموجودة بالمنطقة. كما أشار، السيد أحمد ساسي إلى النقص الفادح في الهياكل السياحية، خاصة في مجال الإيواء السياحي التي تعاني منه الولاية، الذي حال دون استقطاب السياح من داخل الوطن وخارجه على حد تعبيره.