صوت سكان أرخبيل جزر المالوين الواقع قبالة الشواطئ الأرجنتينية بأغلبية ساحقة بلغت 98,8 بالمائة لصالح بقائهم تحت السيادة البريطانية، في استفتاء أرادت لندن أن تجعل منه رسالة باتجاه بيونس ايريس للكف عن مطلبها التاريخي باستعادة هذه الجزر التي تعتبرها امتدادا لإقليمها. وحظيت فكرة الاستفتاء الذي خير سكان الأرخبيل إما بالبقاء تحت السيادة البريطانية أو العودة إلى أحضان الأرجنتين بتأييد 98,8 بالمائة، من إجمالي عدد الناخبين المقدر عددهم بحوالي 1672 ناخبا في هذا الأرخبيل المتنازع عليه في جنوب المحيط الأطلسي وعلى بعد أميال بحرية فقط من السواحل الأرجنتينية. وحسب الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها السلطات البريطانية أمس، فإن ثلاثة ناخبين فقط صوتوا ضد إبقاء الجزر تحت سلطة المملكة المتحدة. وفي أول رد فعل على هذه النتيجة، اعتبرت الأرجنتين أنّ هذا الاستفتاء الذي جرى بمباركة من الحكومة البريطانية التي تسيطر على الأرخبيل منذ العام 1833 هو محاولة بريطانية للتلاعب، وحذرت بيونس ايريس من أن الاستفتاء لن ينهي الخلاف بشأن السيادة على هذه الجزر. كما أكدت أن سكان الجزر هم أشخاص تم توطينهم من قبل البريطانيين، وبهذا لايمكنهم المطالبة بحق تقرير المصير وبالتالي كانت النتيجة التي أفرزها الاستفتاء في سياق الرغبة البريطانية للتمسك بسيادتها على هذه الجزر. وفيما تطلب لجنة الأممالمتحدة بتصفية الاستعمار وبدء مفاوضات ثنائية بين بريطانيا والأرجنتين لتسوية هذا النزاع، فإن سكان الأرخبيل يرون أن هذا الاستفتاء سيكون في صالح قضيتهم. يذكر، أنّ النزاع بين بريطانيا والأرجنتين حول جزر المالوين تسبب في حرب اندلعت بين البلدين سنة 1982 أسفرت عن مقتل 649 جنديا أرجنتينيا و255 بريطانيا. واشتد الصراع بين لندن وبيونوس ايريس على خلفية اكتشاف احتياطي ضخم من النفط في هذا الأرخبيل سنة 1990، وهو ما جعل السلطات البريطانية ترفض التنازل عنه على أمل استغلاله لاحقا بقناعة حقها التاريخي في هذه الجزر. ورحب ديفيد كامرون الوزير الأول البريطاني بنتيجة الاستفتاء وقال "إن سكان جزر الفولكلاند الاسم البريطاني لهذه الجزر أرادوا أن يؤكدوا من خلالها إنهم يريدون أن يبقوا بريطانيين، وطالب الحكومة الأرجنتينية باحترام إرادة شعب جزر المالوين، وأضاف أن المملكة المتحدة ستظل تدافع على الدوام على هذه الجزر.