سيكون ملعب الشهيد أحمد زبانة بمدينة وهران، اليوم بداية من الساعة الخامسة والنصف مساء، على موعد مع اللقاء النهائي لكأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة التي استضافتها مناصفة مدينتا عين تموشنت ووهران منذ ال16 مارس الماضي، وسيتكفل بتنشيط هذا النهائي منتخبا مصر وغانا، وهو نهائي يتوقع أن يكون قويا ومثيرا لعدة اعتبارات، أهمها الصبغة الثأرية التي سيأخذها لدى الغانيين الذين سبق لهم وأن سقطوا أمام المصريين في لقائهم برسم المجموعة الأولى من الدور الأول لهذه المنافسة بالذات بمدينة عين تموشنت بنتيجة هدفين لواحد، وكذلك المنحى التصاعدي لأداء منتخب ”النجوم السوداء” منذ تلك الخسارة، حيث استعادوا توزانهم وصححوا أخطاءهم، ما مكنهم من تجاوز عقبتي المنتخب الوطني الجزائري، وخصوصا المالي في الدور نصف النهائي، حيث نجحوا في امتصاص حرارة الماليين ورغبتهم الجامحة في الفوز، وساعدهم كذلك الحظ في الضربات الترجيحية. وسيتواجد المنتخب الغاني في نهائي طبعة الجزائر بعد دورة سابقة مخيبة في الكاميرون، كما أن هذا النهائي هو الخامس له، توج في ثلاثة نهائيات، سنة 1993 بجزر موريس على حساب المنتخب الكاميروني بنتيجة هدفين دون مقابل، وسنة 1999 ببلاده ( غانا) على حساب نيجيريا بهدف دون مقابل، وسنة 2009 برواندا على حساب الكاميرون بهدفين لصفر، أما النهائي الوحيد الذي خسره، فكان بإثيوبيا سنة 2001 وأمام منتخب أنغولا بهدفين دون مقابل. ولا يبدو الفريق الغاني مفرطا في نهائي اليوم بملعب زبانة، بالاستناد إلى تصريح مدربه تيتيح سيلا س، الذي يكون حفظ الدرس من هزيمته الأولى أمام غريمه ومنافسه على كأس الطبعة الثامنة عشرة المنتخب المصري بهدفين لواحد، ويرغب بقوة في الثأر من هذه الهزيمة، حيث قال: ” إن لعب نهائي الكأس مفيد جدا لأشبالي، وسيكون مختلفا عن لقاء الدور الأول، والهزيمة مجددا أمام المصريين لاغية عندنا، ونحن ندرك صعوبة مأموريتنا أمام منتخب فاز بكل لقاءاته، لذا سنخوض المباراة بحذر أكثر”. سيلاس أكد أيضا، أن الحالة البدنية لأشباله لا تقلقه وليست هي المشكل، بعدما أجبروا على خوض 120 دقيقة حتى يتخلصوا من منتخب مالي في الدور نصف النهائي، ولهم الوقت الكافي لاسترجاع قواهم، لكنه اعترف بالمقابل ببعض الأخطاء، قال بأنه سيعالجها قبل مواجهة ”الفراعنة” الصغار. ويتمنى سيلاس أن يكون فأل خير على منتخب بلاده هذه المرة كسنة 2009 التي ساهم فيها بفعالية في نيل كأس العالم لهذه الفئة، ولم يخف رغبة تكرار ذلك الإنجاز، رغم إقراراه بصعوبة المهمة، لكن قبل ذلك، هناك نهائي القارة الإفريقية لأقل من 20 سنة هذا السبت الذي يجب التركيز عليه، حسبه. وسيجد منتخب ” النجوم السوداء” في مواجهته على التاج الإفريقي، المنتخب المصري الذي حل بالدورة وعينه على الكأس، ويوجد على مرمى حجر من التتويج بها وللمرة الرابعة في مشواره، بعد أن ذاق رحيقها عام 1981 لما كانت هذه المنافسة الإفريقية تلعب على شكل بطولة ( ذهابا وإيابا) وتسمى كأس ”تيسيما”، حيث توج على حساب منتخب الكاميرون (1/1) ذهابا و(2/0) إيابا، وسنة 1991 بمصر بعد فوزه على منتخب كوت ديفوار بنتيجة هدفين لواحد، وسنة 2003 ببوركينافاسو، ودائما على حساب ”الفيلة الإيفوارية ” بحصة (4/3)، ويحصي المصريون خيبة واحدة في هذه النهائيات كانت عام 2005 بالبنين أمام نيجيريا بنتيجة ( 0/2). وفي طبعة الجزائر، يسعى ”الفراعنة” الصغار إلى استرجاع أمجادهم التي ضاعت خلال العشر سنوات الماضية، وهم في رواق جيد حسب أهل الاختصاص لإعادة تسجيل اسم بلدهم مجددا في سجل هذه الكأس، قياسا بمردودهم ونتائجهم المسجلة لحد الآن، حيث قادوا منتخبهم إلى الفوز بجميع لقاءاته ويسعون إلى ترصيعه بالتاج الإفريقي، وقد كان مساعد المدرب محمد سعد واضحا، عندما قال بأن الطاقم الفني يريد تتويج أربع سنوات من العمل الجاد بلقب إفريقي مستحق، وأكد ذلك كذلك المدرب الرئيسي ربيع ياسين: ” نحن نجتهد منذ أربع سنوات ونرغب في أن يكلل مجهودنا بكأس إفريقية، والذهاب بعيدا في مونديال تركيا وتشريف بلدنا، ونحن متفائلون بهذه التشكيلة التي ستكون مستقبل الكرة المصرية ”. وعن اللقاء النهائي في حد ذاته، قال ياسين: ”ستكون لنا كلمة مهما كان خصمنا في النهائي، والمنتخب الغاني سبق وأن التقينا به وفزنا عليه وسنكرر ذلك، لأن أشبالي تحدوهم إرادة قوية بالعودة إلى مصر بالكأس”. ويحتكم اللاعب الدولي المصري السابق ولفريق الزمالك، إلى تشكيلة مصرية شابة متكاملة ومتوازنة، ينشط بها لاعبون واعدون على غرار صالح جمعة، رامي ربيع ومحمود حماد، وخصوصا محمد محمود منعم ”كهربا”، الذي يتميز بالسرعة وقوة التوغل والفعالية قبالة المرمى، ترجمها بثلاثة أهداف قفزت به إلى صدارة هدافي هذه المنافسة. وسيتاح للطاقم الفني التعويل على لاعبه أحمد حسن ”كوكا ” بعد استنفاده العقوبة.