سيخصص اليوم من منافسة كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة، لمبارتي الدور نصف النهائي اللتين تعدان بالكثير بالنظر إلى المنتخبات المشكلة للمربع الذهبي والتي استحقت التواجد في هذه المحطة ما قبل النهائية...- فالبنسبة للقاء الأول الذي سيجري بملعب المركب الرياضي ”عمر أوسياف” بمدينة عين تموشنت بداية من الساعة الخامسة والنصف مساء، سيجمع المنتخب المصري بنظيره النيجيري، وهو لقاء مفتوح على كل الاحتمالات، إذ لا يمكن ترشيح منتخب على حساب آخر، فنيجيريا هي صاحبة لقب الدورة السابقة بالكاميرون، وهو اللقب السادس لها (83، 85 ،87، 89، 2005، 2011 )، ووصلت إلى الدور نصف النهائي لخامس مرة على التوالي، ما يؤكد استقرار نتائج المنتخب، ولا يبدو أن أشبال المدرب أبوح جون صام سيكتفون بهذا الإنجاز، بل سيسعون للحفاظ على اللقب الإفريقي وإضافة النجمة السابعة في قميصهم، خاصة بعدما استعادوا توازنهم بعد بداية صعبة عنوانها انهزام أمام منتخب مالي، وقد أكد مدربهم أبوح على هذه العودة القوية، عندما قال عقب فوزه الأخير على المنتخب الكونغولي بثلاثة أهداف لواحد، أن منتخبه في تطور من لقاء لآخر، وأن ثقته كبيرة في أشباله لبلوغ الهدف المسطر. وقد أظهر النيجيريون في اللقائين الأخيرين، كل إمكانياتهم الفنية منها والبدنية، فضلا عن قدرة فائقة في تنويع اللعب، وإذا كان بعض الاختصاصيين يعيبون عليهم ضعف خط الدفاع وثقله، فإنهم بالمقابل يشيدون بخط هجومهم الناري، الذي ينشطه مهاجمون يمتازون بالسرعة وقوة التوغلات كعبد الجليل أجاغون وإكيببي، موزس وعمر أمنيي، غير أنه يجب عليهم التركيز أكثر قبالة المرمى والتقليل من الإهدار الكبير للفرص. وفي مواجهة نيجيريا، سيكون المنتخب المصري صاحب الرقم القياسي في عدد المشاركات في هذه المنافسة الإفريقية ( 10 ) تحصل فيها على ثلاثة ألقاب قارية (81 ،91 ،2003) وانهزم في نهائي واحد سنة 2005، ولا يريد أن يكررها في طبعة الجزائر 2013، حيث وفد إليها مسلحا بتشكيلة قوية ومنسجمة، استطاعت أن تفرض سيطرتها على مجموعتها الأولى، وعلى حساب منتخبات البلد المضيف ( الجزائر ) وغانا وبدرجة أقل البنين، خاصة إذا علمنا أن اللاعبين المصريين يلعبون مع بعضهم البعض منذ أربع سنوات، كما أشار إلى ذلك قائدهم رامي ربيع، وفيهم عناصر ماهرة على غرار صالح جمعة وكهرباء، وأكد مدربهم ربيع ياسين يؤكد على أنه قدم إلى الجزائر بفريق بطل.
لقاء واعد بين مالي وغانا اللقاء الثاني لا يقل أهمية عن الأول، وسيلعب بملعب الشهيد أحمد زبانة بمدينة وهران بداية من الساعة الثامنة والنصف ليلا، وسيلاقي فيه المنتخب الغاني نظيره المالي، في لقاء واعد بين تشكيلتين أظهرتا لحد الآن قدرات محترمة أشاد بها المتتبعون وأخصائيو الكرة المستديرة في القارة السمراء، فالغانيون سبق لهم حيازة التاج الإفريقي ثلاث مرات سنوات ( 93 ،99، 2009 )، إضافة إلى التاج العالمي لفئتهم سنة 2009، وحسب مدربهم تتيح، فإن المنتخب الغاني في أحسن حال مقارنة بالدورة السابقة في الكاميرون، ويعتمد على تشكيلة قادرة على مخادعة أي منتخب، وبلوغها الدور ما قبل النهائي وترشحها لمونديال تركيا سيزيدها صلابة، فهي تراهن على خط هجومها الذي يتشكل من مهاجمين لا يرحمون أمام مرمى الخصم كأسيفواح وساليفو وأنابا. واستهل المنتخب الغاني هذه الدورة الثامنة عشرة من كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة بعثرة أمام مرشح آخر أهو المنتخب المصري، حيث انهزم أمامه بهدفين لواحد في لقاء يعد الأحسن لحد الآن، قبل أن يصحح أخطاءه ومساره في البطولة، ويحوز انتصارين أمام المنتخبين البنيني والجزائري مكناه من التأهل إلى هذا الدور المتقدم. أما بالنسبة للمنتخب المالي، فهو الوحيد من مشكلي المربع، الذي تفتقد خزانته للقب إفريقي، وهو يعول على طبعة الجزائر حتى يدخل ضمن كبار الكرة الإفريقية، وهذا الهدف كشف عنه المدرب موسى كايتا قبل انطلاق المنافسة وأكده عقب انهزامه في ثالث لقاء له ضد الغابون، حيث قال بأنه جاء إلى الجزائر من أجل الترشح لكأس العالم بتركيا ونيل الكأس الإفريقية التي فلتت من يدي منتخبه ثلاث مرات، متوعدا غانا بوجه قوي. وعموما، فإن الدور نصف النهائي سينشطه كبار وأسياد الكرة الإفريقية، ويكفي أن نذكر بأن ثلاثة منهم (نيجيريا ، مصر وغانا) تحصلوا على 12 لقبا من ال 18 التي تحصيها منافسة ”أورنج” الخاصة بفئة أقل من 20 سنة أو الأواسط لحد الآن.