ودع المنتخب الوطني الجزائري لاقل من 20 سنة كاس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بوهران وتموشنت إلى غاية ال 30 من الشهر الجاري، وذلك بعد الهزيمة الجديدة على يد المنتخب الغاني بنتيجة هدفين دون رد ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الأولى. ليسير بذلك صغار الخضر على خطى الأكابر ويغادرون "الكان" بحصيلة هزيلة جدا بنقطة وحيدة من تعادل مخيب أمام البنين في المباراة الأولى وهزيمتين أمام كل من مصر وغانا اقل ما يقال عنهما أنهما مستحقتين بالنظر إلى الأداء الباهت الذي أظهره أشبال نوبيلو في الدورة. وبالهزيمة الجديدة أمام المنتخب الغاني يكون الخضر قد وقعوا على ورقة إخفاقهم في التأهل إلى كأس العالم للشباب المزمع إقامته بتركيا الصائفة القادمة، وفرطوا في فرصة قد لا تتكرر مجددا، بما أن الدورة أقيمت على أرض الجزائر من جهة، و واجهوا منتخبات كانوا في متناولهم من جهة أخرى، حيث كان بإمكانهم الذهاب بعيدا في هته الدورة بالوصول إلى المباراة النهائية أو على الأقل بلوغ الدور نصف النهائي المؤهل إلى مونديال الشباب، وهو الهدف الذي كان مسطرا من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. وحسم منتخب غانا الفوز لصالحه في الشوط الأول بفضل هدفي ساليفو في د5 و أسيفوا في د29, في وقت فشل فيه المنتخب الجزائري في تسجيل أي هدف للمقابلة الثالثة على التوالي. وفي اللقاء الثاني الذي استضافه ملعب زبانة بمدينة وهران في نفس توقيت لقاء الجزائر مع غانا , فقد انتهى بفوز منتخب مصر على البنين بهدف لصفر, ليحقق بذلك منتخب الفراعنة ثالث انتصار لهم على التوالي مند بداية الدور. الهزيمة تنهي مهام نوبيلو رسميا من جهة أخرى، أعلن مدرب الخضر جون مارك نوبيلو عن انتهاء مهمته مع المنتخب عقب انهزام الفريق أمام غانا و وفشله في تحقيق الأهداف المسطرة من قبل "الفاف" بعد إخفاقه في بلوغ الدور النصف النهائي و التأهل إلى كاس العام للشباب بتركيا. وفضل التقني الفرنسي انهاء مهامه و عدم انتظار لقائه مع رئيس الفدرالية الجزائرية لكرة القدم محمد راوراوة. وصرح نوبيلو عقب المباراة أنه فشل في مهمته و أنها أول خيبة أمل بهذا الحجم "طيلة 25 سنة"من مشواره كمدرب ومكون، محملا نفسه مسؤولية التعثر، أعترف بإخفاقي وأتحمل مسؤولياتي كاملة، انها المرة الأولى بالنسبة لي في 25 سنة كاملة أعمل فيها في ميدان التدريب التي أفشل فيها بهذه الطريقة خاصة وأننا لم نقدم الأداء المنتظر ما عدا ربما 60 دقيقة من المباراة أمام مصر. لقد وفرت لي الاتحادية الجزائرية كل الإمكانيات من أجل النجاح في مهمتي ولكن النتيجة كانت مخالفة تماما. أنا حزين جدا لما حدث في هذه البطولة ، حيث كنت أطمح لتأهيل الجزائر إلى كأس العالم القادمة. ومع ذلك أعتقد أنني ساهمت في وضع أسس منتخب أولمبي جديد سيشارك في تصفيات الألعاب الأولمبية القادمة على الرغم من ادراكي بأن كل السهام ستتوجه إلى المدرب بعد اية نتيجة سلبية. أتمنى التوفيق مستقبلا لكل المنتخبات الشابة الجزائرية وللمنتخب الأول في مباراة القادمة أمام البنين لما يمثل هذا الفريق من أهنية للشعب الجزائري". في الأخير قال مختار تومي (لاعب الجزائر): " أطلب العفو من الشعب الجزائري لأننا كنا نتمنى إسعاده من خلال التأهل إلى الدور نصف النهائي الذي يضمن لنا بطاقة في كأس العالم. للأسف الشديد هذا الأمر لم يحدث وهو ما يؤلمنا كثيرا. على كل تبقى هذه البطولة تجربة مفيدة بالنسبة لنا". من جانبه صرح سيلاس تيتاح مدرب غانا قائلا:"لم نلعب أمام فريق ضعيف مثلما قد يتصور البعض وإنما الجانب التكتيكي هو الذي صنع الفارق. تسجيلنا للهدف الأول في وقت مبكر سهل من مهمتنا. هذه البطولة تذكرني شخصيا بما حدث لنا في الطبعة السابقة عندما خسرنا المباراة الافتتاحية أمام الكامرون ولكن ذلك لم يمنعنا من التأهل. هذا الأمر يدل على القوة الذهنية للاعبينا".