كشف وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير أمس عن اتصالات سرية مع حركة المقاومة الإسلامية حماس. ولم يستطع المسؤول الفرنسي نفي الأخبار التي نقلتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية وقال "أنه من الصعب نفي هذا الخبر".ولكن برنادر كوشنير قلل من أهمية هذه الاتصالات في وقت اشترط فيه الاتحاد الأوروبي على أعضائه عدم إجراء اتصالات مع حركة حماس مادامت هذه الأخيرة ترفض الاعتراف بإسرائيل وعدم تخليها عما يسميه بالعنف في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية. وقال الوزير الفرنسي أن هذه ليست علاقات وإنما مجرد اتصالات ولسنا الوحيدين الذين يجرون مثل هذه الاتصالات. وكانت صحيفة لوفيغارو كشفت أن السفير الفرنسي السابق في العراق إيف أوبان دولاميسزيار انتقل الشهر الماضي إلى غزة والتقى خلالها برئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية ووزير خارجيته محمود الزهار. وكشف الدبلوماسي الفرنسي أن مسؤولي حركة حماس أبدوا استعدادهم لقبول دولة فلسطينية في حدود حرب جوان 1967، ووصف ذلك بمثابة اعتراف غير مباشر بإسرائيل. وأضاف أن محديثه أكدوا استعداد حركة حماس لوقف العمليات ضد الاحتلال والاعتراف بشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس. يذكر أن السلطات الفرنسية قطعت كل علاقة لها مع حركة المقاومة الإسلامية مباشرة بعد استيلائها على قطاع غزة في جوان من العام الماضي. وكانت حركة حماس أكدت أمس إجراءها لاتصالات مع عدة أطراف أوروبية بما فيها فرنسا. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في قطاع غزة أن هذه الاتصالات تؤكد أن أوروبا بدأت تدرك أن سياستها بعزل ومقاطعة حركة حماس كانت خاطئة". وقال مسؤول حركة حماس أن "الأطراف الأوروبية التي أجرت اتصالات معها حاولت معرفة موقفنا من مسألة الاعتراف بإسرائيل وفكرة إقامة الدولة الفلسطينية في حدود جوان 1967". وأكد أبو زهري أن موقفنا واضح في هذا الخصوص فنحن نقبل بإقامة دولة في حدود 1967 ولكن بصفة مؤقتة ودون الاعتراف بإسرائيل مقابل ذلك وللحصول على حق عودة اللاجئين والقدس. وحاولت إدارة الإحتلال التقليل من أهمية هذه الاتصالات التي طمأنتها في هذا الخصوص بأنه ليس هناك أي تغير في موقف فرنسا الرسمي.