كوشنير يتطاول على الجزائر إلغاء إجراءات الرقابة على الجزائريين في المطارات الفرنسية مستبعد كشف وزير الخارجية الفرنسي في حوار مع أسبوعية "جورنال دو ديمنش" عن حقده للجزائر وراح يتطاول على الجزائر ويعتبر موقف "جيل الاستقلال" سببا في تردي العلاقات مع باريس وتوهم انه برحيلهم عن الحكم سينسى الجزائريون كل الفضائع التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين. واظهر كوشنير وجهه الحقيقي بتأكيده أن فرنسا لا تنوي مراجعة إجراءات تفتيش الجزائريين في المطارات الفرنسية معتبرا انه من حق باريس اتخاذ تدابير أمنية لحماية أراضيها لم يهضم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الصفعة التي وجّهتها له الجزائر عندما اعتبرته شخصيّة غير مرغوب فيها على أراضيها، ورفضت استقباله، فراح يتطاول على الجزائر، ويعتبر أن بقاء "جيل الاستقلال" فالحكم بالجزائر سيمنع أي تحسن في العلاقات الجزائرية-الفرنسية، وتوهم أن مطالب الاعتذار عن الجرائم الاستعمارية يحملها هذا الجيل فقط، وتناسى أن مطلب الاعتراف والاعتذار هو قاسم مشترك يجمع كل الجزائريين. ورغم أنّ الدكتور"كوشنير" قد دخل الحكومة الفرنسيّة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان و معاداة الاستعمار باعتباره علامة على استغلال البشر فإنّه، عند التطبيق، يأبى إلا أن يكون استعماريا أكثر من أجداده الاستعماريين. ففي حديثه لصحيفة "جريدة الأحد" الفرنسيّة أطلق السيّد "كوشنير" العنان لحقده المكتوم تجاه الجزائر حيث أكّد في ردّه عن سؤال حول تدهور العلاقة بين فرنساوالجزائر قائلا إنّ العلاقة بين البلدين "من المحتمل أن تكون أكثر بساطة عندما يبتعد جيل الاستقلال عن الحكم". مضيفا بأن "العلاقات مع الجزائر مرت بمراحل منها العاطفية، العنيفة و الوجدانية و كل هذا كان جد صعب و أليم، و كانت الجزائر فرنسية في فرنسا، خلال حقبة الاستعمار". ويبدو جليّا من خلال خطاب وزير الخارجيّة الفرنسيّ أنّه لم يعد قادرا على تحمّل تمسّك الجزائريين بحقوقهم كاملة. وبات أكيدا أنّ الذي يُجرّم الاستعمار، ويُطالب بتعويض مجز عن سنوات البؤس والشقاء التي عاشها الشعب الجزائريّ تحت ظلم الاستعمار الفرنسيّ يثير قلاقل للدبلوماسية الفرنسيّة التي فشلت فشلا ذريعا في التعاطي مع هذا الملفّ الشائك والحسّاس. وأكثر من ذلك دافع برنارد كوشنير على قرار بلاده القاضي بإدراج الجزائر في قائمة الدولة الخطيرة و الراعية للإرهاب، قائلا "أنه إجراء أمني و الجزائر ليست وحدها المعنية بالأمر"، مضيفا في ذات السياق "الجزائريين صدموا، و نحن نعلم بأنهم يحاربون بشجاعة تنظيم القاعدة"، و لكن يقول وزير الخارجية الفرنسية "يجب أن نطبق الإجراءات الأمنية". وقد حاول "كوشنير "أن يبرر ما أقدمت عليه بلاده فأكّد أنّه إجراء وقائيّ لا يستهدف الجزائر بل غايته حماية فرنسا بعد أن أصبحت القاعدة في المغرب العربي حسبه- تهدّد بضرب مصالح فرنسيّة داخل البلاد وخارجها. ولكن فرنسا، في حقيقة الأمر، لا تنظر بعين الرضا إلى ما أقدم عليه نواب المجلس الشعبي الوطني باقتراح مشروع قانون يجرّم" الاستعمار، إضافة إلى المطالبة بتسليم الأرشيف الخاص بالفترة الاستعمارية وتعويض المتضررين من التجارب النووية الفرنسية في الصحراء، وإزالة التلوث الإشعاعي بهذه المناطق. تصريحات وزير الخارجية الفرنسية كشفت حقيقة الرجل الذي يحمل "خلفيات استعمارية" يصعب تجاوزها ما جعل منه شخص غير مرغوب فيه في الجزائر، بحيث فشلت كل محاولات "الكي دورسي" لبرمجة زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى الجزائر، رغم إعلان الناطق باسم الخارجية الفرنسية عن وجود اتصالات مع الجزائر لترتيب زيارة للوزير برنار كوشنير، لكنه قال إن موعد الزيارة لم يحدد بعد. وتحفظ على التعليق على أخبار تحدثت عن طلب جزائري برفع الطابع السري عن تجارب الذرة التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية. كوشنير صديق إسرائيل ولم يخف وزير الخارجية الفرنسية تعاطفه مع إسرائيل ورفض نعتها بالدولة "المارقة" وحاول التقليل من قضية تزوير جوازات السفر من قبل أعوان في الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" لتغطية جريمة اغتيال العضو القيادي في حركة حماس في دبي، وشدد كوشنير على ضرورة تجاوز الخلاف بين الأوروبيين وإسرائيل حول القضية مبرزا الدور "السياسي" الذي يمكن أن يلعبه الأوروبيون في إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية. وبلغة اقرب إلى تشجيع مثل هذه العمليات التي تستهدف المقاومة بالخارج، قال بان ما قامت به إسرائيل ضرورة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط . كما رفض وزير الخارجية الفرنسي فكرة "ممارسة أي ضغط مهما كان نوعها على إسرائيل. وفي محاولة منه للظهور في ثوب الشخص "المتزن" بين الدعم الشعبي في فرنسا للقضية الفلسطينية ومساندة حكومته الواضحة للسياسة القمعية الإسرائيلية، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه "يمكن التفكير" في الإعلان و"الاعتراف الفوري" بدولة فلسطينية حتى قبل المفاوضات المتعلقة بحدودها. وقال كوشنير "المسألة المطروحة حاليا هي بناء واقع: فرنسا تدرب رجال شرطة فلسطينيين ومؤسسات تبنى في الضفة الغربية". وأضاف: "على الأكثر يمكن التفكير في سرعة إعلان دولة فلسطينية والاعتراف بها فورا من قبل المجتمع الدولي حتى قبل التفاوض على الحدود". وتابع "سأكون ميالا لهذا الأمر.. لست متأكدا من أن رأيي سيتبع ولا حتى إذا كنت على حق".