أفرجت مديرية الري لولاية عنابة عن انطلاق عملية إنجاز 20 خزانا مائيا و120 حاجزا لتجميع مياه الأمطار، مع تجديد شبكة القنوات لتجاوز مشكل التسربات المائية، علما أن مشروع معالجة مياه الأمطار سيخص مناطق شطايبي، برحال وسيدي عمار. وجاءت هذه المشاريع الواعدة في إطار اعتماد سياسة الاقتصاد في المياه، من خلال تعزيز نشاط المشاريع المتوقفة منذ سنوات، خاصة منها الخزانات المائية والسدود قبل حلول موسم الاصطياف، للقضاء على أزمة تسيير توزيع المياه وتحسين نوعيتها. وعلى صعيد آخر، ستشكَّل لجنة مشتركة بين مؤسسة التوزيع ”سياتا” ومديرية الري بعنابة، لمناقشة ملف 10 آلاف زبون لم يسددوا مستحقات الاستهلاك خلال سنة 2012. وحسب تقرير مديرية الري فإن نسبة التسربات في شبكات التوزيع وقنوات نقل وجر المياه، بلغت 70 بالمائة، ولا تقل عن 50 بالمائة، ويقابلها في ذلك 90 بالمائة من الزبائن بلا عدادات، ويسددون بالنظام الجزافي الذي يُجبرهم على دفع ثمن المياه المتسربة وهواء الضخ والكمية القليلة الملوثة ذات المذاق المالح، مع تراجع في برمجة نظام التوزيع إلى معدل 30 دقيقة في اليوم لأكثر من نصف سكان الولاية. وقد ساعدت هذه الوضعية في تشجيع أصحاب الصهاريج على بيع المياه العذبة بأكثر من 900 صهريج متنقل معتمد. ويسجَّل هذا الوضع في الوقت الذي تتوعد السلطات الولائية بامتلاء السدود الثلاثة بولاية الطارف؛ الشافية، ماكسة وبقوس بأكثر من 250 مليون متر مكعب، حيث ينتقل أصحاب الصهاريج إلى البلديات النائية لتزويد السكان بكميات معتبرة من الماء الشروب، لأن ثلثهم يشربون مياها ذات مذاق مالح في بلديات الشرفة والعلمة والتريعات، والثلث الثاني يستهلكون مياها جوفية تميل إلى اللون الأحمر في البلديات الكبرى، على غرار الحجار والبوني وسيدي عمار، والثلث الأخير يستهلكون مياها ملوَّثة تميل للسواد بقرى شطايبي وسرايدي والمشاتي التابعة لها.