لم يرفع مشروع الألفية بعنابة «سد قرباز» الذي خصص له مبلغ مالي يقدر ب33 مليار سنتيم متاعب 40 ألف عائلة موزعة بين بلديات العلمة الشرفة وبرحال، حيث تزداد أوضاع السكان تعقداً خاصة خلال فصل الصيف للتزود بالماء الشروب. وتفيد المعلومات المستقاة أن حجم المياه الموجهة للشرب والمجمعة بالسد فاق 150 مليون متر مكعب، بعد ثلاث سنوات من الاستغلال الفعلي لمياه قرباز المالحة، وإنجاز الكثير من الآبار الجوفية والسدود الجوارية، وهذا من بين المخزون المائي الهائل بولاية عنابة الذي يتجاوز سقف 700 مليون متر مكعب سنوياً من المصادر المائية السطحية والجوفية. وبفضل المشاريع المنجزة في قطاع الري، بلغت التغطية بمياه الشرب عبر الولاية 90 بالمائة اعتماداً على النتائج النظرية، وفي أحسن الأحوال نتائج تجريب المشاريع المنجزة، أهمها تزويد البلديات الكبرى بالولاية بدعم إضافي من المياه انطلاقاً من مجمع مياه سد قرباز والآبار الجوفية الجديدة التي تم إنجازها بالبوني، الحجار وسيدي عمار، بالإضافة إلى دعم مناطق أخرى متضررة من الإرهاب لكن تبقى احتياجات السكان كبيرة لمياه الشرب. وحسب مختصين متطلعين على المشاريع المنجزة في السنوات الأخيرة فإن البطاقات التقنية لهذه المشاريع بها أخطاء عديدة في الدراسة، وأخرى كانت عرضة لغش الإنجاز ورداءته، كما هو شأن قناة نقل المياه ببلدية «الشرفة» التي يشتكي سكانها دائماً من تعطل المضخات واهتراء الأنابيب التي تزودهم بالماء، كما أن أغلب الوحدات تشكو العطب في شبكات التوزيع الداخلية ورداءة إنجازها ونفاذ مدة صلاحيتها، لاسيما أن معظمها يعود إلى 15 سنة من بداية استغلالها، كل ذلك مع غياب عمليات الصيانة. ويرجع المنتخبون المحليون ندرة الماء بالولاية إلى التوزيع العشوائي للأغلفة المالية المتعلقة بتجسيد مشاريع الري، إذ يوجه المال لمشاريع فاشلة، مثل مشروع الألفية الذي تحول إلى هاجس يؤرق المسؤولين بفعل مياهه المالحة والملوثة، الأمر الذي أجبر سكان البلديات السالفة الذكر تستغل مياه الينابيع والآبار العشوائية أو الاعتماد على الشاحنات والصهاريج.