طالبت نحو 40 ألف عائلة تقطن قرى ومداشر بلديات “الشرفة”، “برحال” و«شطايبي” بعنابة، من السلطات المحلية توفير صهاريج خاصة لتزويدهم بالماء الشروب خلال شهر رمضان، بعد جفاف الحنفيات منذ أسبوع. هذه الوضعية أثارت استياء هذه العائلات التي أصبحت مضطرة لاقتناء قطرة ماء من الأحياء المجاورة، أو التزود بقارورات المياه المعدنية خاصة أمام ارتفاع درجة الحرارة، وحسب سكان بلدية “الشرفة”، فإن الأعطاب التي أصابت المضخة الرئيسية بذات المنطقة ساهمت في الإنقطاعات المتكررة للماء الشروب، ومن ثم صيام الحنفيات. نفس المعاناة طرحها سكان بلديتي “شطايبي” و “برحال” منذ حلول موسم الاصطياف، وقد راسلوا السلطات المحلية لتدعيمهم بشاحنات المياه الصالحة للشرب، وذلك تحسبا للأخطار الناجمة عن مياه الينابيع والبرك التي يستغلها سكان هذه المناطق النائية في الغسيل والاستحمام, وفي سياق متصل، طرح سكان عنابة وسط أزمة تسيير توزيع المياه ونوعيتها الرديئة خلال فصل الصيف، والتي تشكل أحد هواجس المسؤولين الذين اتهموا في أكثر من مناسبة، وزير الموارد المائية بوضعه لسكان ولاية عنابة في الدرجة الثانية من المواطنة، بعد سكان “الطارف” المستفيدة من ثلاثة أرباع الثروة المائية، وأحسن نوعيتها من إقليم ولاية عنابة، وهو الأمر الذي زاد من تذمر العائلات، رغم أن السلطات الولائية بعنابة وعدتهم بتحسين النوعية والتذبذب في التوزيع في مدة لا تتجاوز الأسبوع، لكن الأمور زادت تأزما منذ حلول فصل الصيف, وفي إحصائية قدمتها مؤسسة التوزيع “سياتا” و«مديرية الري”، فإن 70 بالمائة من الزبائن لا يسددون استحقاقات الاستهلاك، وتقر ذات التقارير الرسمية بأن نسبة التسربات في شبكات التوزيع وقنوات نقل وجر المياه، وصلت إلى 70 بالمائة ولا تقل عن 45 بالمائة. ومقابل ذلك، فإن 90 بالمائة من الزبائن بلا عدادات ويسددون بالنظام الجزافي الذي يجبرهم على دفع ثمن المياه المتسربة، هواء الضخ والكمية القليلة الملوثة، مع تراجع في برمجة نظام التوزيع إلى معدل 30 دقيقة في اليوم لأكثر من نصف سكان الولاية، الأمر الذي شجع على انتشار نشاط بيع المياه العذبة بأكثر من 600 صهريج متنقل معتمد، ويسجل هذا الوضع في الوقت الذي تتوعد فيه السلطات الولائية بامتلاء السدود الثلاثة بولاية “الطارف الشافية”، “ماكسة” و«بقوس” بأكثر من 250 مليون متر مكعب.