طالب غلام الله أبو عبد الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية قسنطينة، بضرورة تدخل الأسر الجزائرية لمنع أي انحراف داخل المجتمع أو اتباع أفكار غريبة ومذاهب منحرفة، تحت تأثير الإغراء، نافيا أن تكون المساجد منبرا لبعض الأفكار الغريبة، وأن يكون الشباب الذين تبنوا المذهب الشيعي بولاية باتنة مؤخرا من أبناء المنطقة، وأضاف المتحدث أن وزارته تقوم بمجهودات كبيرة لتدارك النقائص التي تظهر هنا وهناك، من بينها ترقية التكوين النوعي للقائمين على المساجد، واشتراط تخرجهم من المعاهد من الآن فصاعدا، بعد القفزة النوعية التي عرفها توظيف الأئمة. وفي دورة الإصلاح الأسري التي احتضنتها دار الإمام سيدي الكتاني التي نظمتها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، أول أمس الخميس، أكد السيد غلام الله، أنّ الجميع مطالب بإبراز الجانب الخفي من الشخصية الجزائرية العريقة للأجيال الصاعدة، معتبرا أنه يجب تسليط الضوء خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، على مجهودات جيل السلف الذي لعب دورا جبارا في مجال العلم، الثقافة والإرشاد، وكذا المساهمة في إنجاز المدارس والمساجد رغم صعوبة المهمة. وأكد الوزير للحاضرين خاصة الأزواج، أنّ المجتمع لا يتشكل من أفراد بل من خلية مركبة هي الأسرة، مستدلا برأي علماء الاجتماع، مضيفا أن هذه الأسرة يجب أن تكون قائمة على أساس التعاون وليس على أساس الأفضلية، خاصة وأن هذه النواة تساهم مساهمة فعّالة في بناء المجتمع والسلم الاجتماعي. وفي مداخلته بمقر الولاية خلال الاجتماع الذي ضم نخبة من المثقفين حول تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، أكد السيد الوزير، أن تاريخ قسنطينة الإسلامي يختصر الثقافة العربية، داعيا الجميع للمساهمة بقوة في إنجاح هذه التظاهرة، وبذل مجهود مضاعف مقارنة بذلك الذي سيبدله كل بلد عربي سيحل ضيفا على مدينة الجسور المعلقة. وأشار الوزير، أنّ النشاطات لن تقتصر على مجال واحد بل ستتنوع إلى التسلية والمسرح وغيرها، وفيما يخص قطاعه، ألحّ على ضرورة أن تكون الفرصة مواتية للحفاظ على ما سينتج وما بعد الإنتاج من تجهيزات مادية أو معنوية من محاضرات، ندوات ولقاءات، والتي أكد المتحدث بشأنها أنها تسجل وتدوّن، لتبقى شأنها شأن الآثار العلمية بالمنطقة. واعتبر الوزير أن دور الجامعة في هذا الحراك سيكون كبيرا وسيكون دورا قياديا، لأن بالعلم نحافظ على السير في الاتجاه الصحيح، وأنّ البلد الذي لا تقوده جامعاته سيضل الطريق. ودعا الوزير إلى استثمار هذه المناسبة أحسن استثمار لإصلاح الوضع الاقتصادي، المادي والأدبي وبذلك الإصلاح الاجتماعي، مضيفا أن المواطن هو الأساس في هذه المجهودات المبذولة. واستمع الوزير إلى مشروع البرنامج الذي أعدته مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، بالتنسيق مع السلطات المحلية ووفد من الوزارة، والمشكّل من مدير الثقافة الإسلامية ومدير الإرشاد والتوجيه الديني، وهو عبارة عن مجموعة اقتراحات حول ملتقيات وطنية ودولية، معارض، ترميم زوايا ومساجد، مهرجانات فنية، مسابقات علمية دينية، حيث أكد الوزير أنّ الهدف من وراء هذه النشاطات التي تبقى في حاجة إلى مراجعة وتنقيح، هو إبراز الكنز العلمي الذي تركه الأجداد، واستخلاص ما يفيد الجزائر وشبابها، حاضرا ومستقبلا. وزار الوزير خلال تواجده بقسنطينة، مركب الأمير عبد القادر، المشكّل من الجامعة والمسجد، حيث عاين مشروع ترميم قاعة المحاضرات الكبرى والتي بلغت نسبة الأشغال بها 85 %، كما استمع لشروحات حول دراسة أعدّها مكتب الدراسات الخاص بالشركة الإيطالية بيزاروتي، المكلفة بإنجاز ترامواي قسنطينة، والذي يهدف إلى تدعيم مسجد الأمير عبد القادر ضد الإنزلاقات، حيث وعد الوزير بنقل هذه الدراسة إلى الوزير الأول للنظر فيها، كما أكد استعداد وزارته للعمل بهذه التوصيات العلمية لتجنب أي مشكل في بناء مسجد الجزائر الأعظم ومسجد ابن باديس بوهران. وكان للوزير زيارة إلى المركز الثقافي الإسلامي، أحمد حماني بشارع طاطاش بلقاسم، الذي يوجد في وضعية جد متدهورة، حيث أكد الوزير، أنّ هذا المقر سينقل في حلة جديدة إلى المدينةالجديدة علي منجلي.