دعا وزير الشؤون الدينية و الأوقاف عبد الله غلام الله إلى تطهير الساحة الدينية من الأفكار المتطرفة و خلق مناخ ثقافي إسلامي، منبها أن الشباب يعيش فراغا دينيا، جعله مهيأ لاستقبال ثقافات و أفكار سطحية، بدأت تتشكل داخل المجتمع الجزائري بسبب الفراغ الديني. اعتبر غلام الله في ندوة صحفية نشطها أول أمس بمقر المجلس الشعبي الولائي قسنطينة، القصاص قضية شرعية لكن تنفيذه متعلق بنظام الدولة و هي مسألة يفصل فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة باعتباره رئيس المجلس الأعلى للقضاء، مشيرا إلى الفراغ الديني الذي يعيشه الشباب، و الذي جعله مهيأ لاستقبال ثقافات و أفكار سطحية، ليستطرد بالقول: بعض النّحل و الملل بدأت تتشكل داخل المجتمع الجزائري بسبب الفراغ الديني، و أفكار أصبحت تعشش، مشيرا إلى ظاهرة التشيع التي بدأت تنتشر في الجزائر و فرق أخرى مثل القاديانية والأحمدية. خلال حديثه في إطار الوقوف على مشروع برنامج تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وصف غلام الله هذه المذاهب و العقائد بالانحرافات، وهي حسبه تظهر في الشباب الذي لا يتردد على المساجد والذين يتّصلون بالقنوات الأجنبية، وسرعان ما يتأثر هؤلاء بهذه الأفكار و يصبحون تابعين لها، وحمّل وزير الشئون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله الجمعيات و المجتمع المدني الذين يستدعون الدعاة من الخارج الذين يغرسون هذه الأفكار وما انجر عنها في المجتمع الجزائري، خاصة الشباب الذي ما زال يبحث له عن مرجعية دينية، و انصهر فيها. غلام الله أرجع هذه الظاهرة إلى غياب الثقافة الإسلامية، ودعا إلى تطهير الساحة الدينية من الأفكار المتطرفة، كما كشف الوزير عن مشروع فتح معهدين جديدين لتكوين الأئمة و القيمين سبتمبر المقبل، تضاف إلى الأربعة معاهد التي تم فتحها، مؤكدا في هذا الإطار أنه لن يتم في المستقبل أي توظيف إلا المتخرجين من هذه المعاهديت ضمن البرنامج عدة مشاريع تخص الهياكل الوقفية، من ترميم للمساجد، حيث سيتم ترميم 35 مسجدا، و كذلك الزوايا والأضرحة، مشاريع خصّصت لها ميزانية تقدر بحوالي خمسة مليار دينار، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المركز الإسلامي الأمير عبد القادر، المركز العربي للبحوث الإسلامية، و حفظ ما يحتويه هذا الأخير من مخطوطات و معالجتها معالجة علمية، كما شمل البرنامج تسليط الضوء على الموروث اللامادي و تنظيم 34 ملتقى وطني و دولي، حول الإشعاع الحضري و التاريخي لمدينة قسنطينة، و إبراز أعلام و علماء المدينة و دورهم في الإصلاح، ونشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ربوع الوطن وملتقى السماع الصوفي و المقامات، فضلا عن مهرجان الأناشيد الإسلامية والندوات والدورات و المعارض والمسابقات. خلال زيارته استمع غلام الله إلى مقترحات أعضاء اللجنة العلمية المتمثّلة في تفادي التكرار في النشاطات حتى لا تتشتّت الجهود، وأن تشمل التظاهرة جميع العلماء الموجودين في قسنطينة وأن يكون الحديث عن تاريخ قسنطينة منذ العصر الوسيط، وكيف دخل الإسلام إلى مدينة قسنطينة و توضيح الإشكالية ونفض الغبار عنها، بالتركيز على نشر الرسائل الجامعية لإبراز منتوج الجامعة الجزائرية، مثلما أشارت إلى ذلك الدكتورة »فاطمة الزهراء قشي« من قسم التاريخ بجامعة قسنطينة، كما أبدى وزير الشؤون الدينية و الأوقاف موافقته على المشروع الذي تقدم به الدكتور »عبد الكريم بوصفصاف« و هو عرض المسلسل التاريخي حول العلامة عبد الحميد ابن باديس و هو مسلسل يتكون من 45 حلقة.