تميزت الدفعة الثامنة للملازمين الأوائل للشرطة الخارجيين بتكوين بيداغوجي وبدني عالي الدقة والاحترافية، وهو ما تبين من خلال الاستعراض البدني الذي أدته الدفعة المتخرجة والتي تعكس الأهمية التي توليها المديرية العامة للأمن الوطني للتأهيل البدني الذي حظي بحيز زمني معتبر خلال مراحل التكوين والتربص الذي دام أزيد من 18 شهرا، تلقى خلاله الطلبة تكوينا نظريا وتطبيقيا شمل 24 مادة، بالإضافة إلى استفادتهم من محاضرات قيمة أشرف عليها أساتذة جامعيون وإطارات من مختلف الهيئات الأمنية والقضائية والعسكرية. وقد أشرف، أول أمس، اللواء عبد الغني هامل على مراسم تخرج الدفعة الثامنة للملازمين الأوائل للشرطة الخارجيين ذكورا وإناثا بتعداد 527 طالبا و65 طالبة وذلك بالمدرسة التطبيقية للأمن الوطني للصومعة بالبليدة بحضور وزراء من الطاقم الحكومي وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا وإطارات من المديرية العامة للأمن الوطني والأسلاك المشتركة، بالإضافة إلى جمع غفير من عائلات الطلبة المتخرجين. وحملت الدفعة المتخرجة اسم شهيد الواجب الوطني، الملازم الأول للشرطة سيواني كمال، وهو من مواليد 1961 بحي باب الوادي بالعاصمة الذي كان منتميا لأمن ولاية غرداية، حيث اغتالته يد الإجرام خلال اشتباك مسلح مع مجموعة إرهابية بوسط مدينة متليلي وكان في دورية راكبة بمعية زملائه... وتشاء الصدف أن يكون يوم إطلاق اسمه على الدفعة المتخرجة مصادفا ليوم اغتياله الذي كان في 28 مارس 1995. وقد تميز حفل التخرج بإدخال تقنيات استعراضية جديدة في غاية الدقة والانسجام ضمن ما يسمى ب«استعراض التشكيلات المنظمة للنظام المنظم" الذي يبين المستوى العالي في الانسجام وتلقي الأوامر والحركات المتطابقة في أداء جماعي ميزته دقة السير وتوحيد الصفوف ورصها بالإضافة إلى الاستعراضات الرياضية واستعراض الدراجات النارية وتمارين أخرى في مجال الحماية والأمن ليتم في ختام الحفل تكريم عائلة شهيد الواجب الوطني سيواني كمال. وخلال كلمة ألقاها مدير المدرسة التطبيقية للأمن الوطني للصومعة، الملازم الأول مالك محمد، عرض المتحدث حصيلة أداء المدرسة منذ 44 سنة من تأسيسها بحيث ساهمت في تخرج أزيد من 85.500 متخرج منهم أعوان يعملون بأجهزة أخرى على غرار الجمارك، إدارة السجون والحماية المدنية، بالإضافة إلى أعوان أمن لمؤسسات خاصة.. وأكد المتحدث في كلمته على الأهمية التي يوليها المدير العام للأمن الوطني لنمط التكوين الذي يؤهل المتخرجين لتأدية المهام الموكلة إليهم، داعيا إلى ضرورة الاعتماد على وسائل العمل العصرية والمتطورة لمواجهة جميع أشكال الجريمة والجريمة المنظمة. كما تطرق مدير المدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة إلى المستوى المتميز الذي وصل إليه التكوين الشرطي، الذي مكّن طلبة الشرطة المتربصين من اكتساب كل المعارف المستجدة في مجال الأمن، التحكم في مختلف الوسائل التقنية الحديثة، الإعداد الرياضي والبدني الجيد الذي يسمح لهم بأداء مهامهم بكل احترافية، في ظل تطبيق القانون واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.