استضاف المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطرزي، في إطار فعاليات الدورة الخامسة من الأيام المسرحية للجنوب، التعاونية الثقافية للأغواط التي عرضت مسرحية بعنوان ”فيزيو شظايا” لهارون الكيلاني التي أبرزت من خلال الجسد والموسيقى القوية مشاعر الكبت والإحباط التي تلازم الإنسان أمام الضغوط الاجتماعية المهنية. وقدّم الممثلون الستة ومن بينهم امرأة وثلاث موسيقيين مدة أكثر من الساعة في ديكور مستقبلي يعكس مكانا خاليا من السكينة أو من كل شكل من أشكال الأمن وحيث تطغى مشاعر الحقد، الكآبة، الشر والفساد، وقد تخلت الشخصيات التي تعاني من الممنوعات التي يفرضها عليها المجتمع، الدين والعائلة ومن أشكال أخرى من الهيمنة عن إنسانيتها حيث طورت حساسية بينها واتجاه الآخرين، فتحاول التحرر منها وكسر السلاسل الخفية التي تقيدها وكل التبوهات. وتحول ركح المسرح إلى فضاء لإطلاق المكبوتات حيث رافقت الحركات الجسدية للممثلين وتيرة ”الضجة الموسيقية” التي صنعها موسيقى العازفين الثلاث للتعبير عن غضبهم وتعطشهم للحياة من خلال حركات متقززة وراجفة أحيانا تعبيرا عن الكبت الذي ينخرهم من الداخل، وفي بعض الأحيان استغل مخرج المسرحية الفضاء المخصص للجمهور وممثلين آخرين بين الجمهور مما أوحى أن الأمر يتعلق بحصة تدريبية وليس عرضا نهائيا... طريقة أخرى للقول إنه يمكن تجاوز أي حاجز. وقد سمحت هذه التظاهرة التي افتتحت بداية الأسبوع المنصرم وتختتم عشية اليوم، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطرزي بعرض 10 مسرحيات بمشاركة 8 جمعيات ثقافية مسرحية من تمنراست، بسكرة، الأغواط، بشار، ورڤلة، أدرار، تيندوف والوادي.