لايزال عدد كبير من سكان بلديات ولاية قسنطينة ممن أودعوا ملفات السكن الاجتماعي في السنوات الفارطة، ينتظرون الإفراج عن قوائم هذه الصيغة من السكن الموجهة للعائلات والأسر التي تشتكي من الضيق أو السكن في أماكن غير لائقة، حيث ترفض السلطات المحلية تحديد تاريخ معيَّن للإفراج عن قوائم هذه الصيغة في العديد من البلديات، خاصة ذات الكثافة السكانية الكبيرة، على غرار بلدية قسنطينة، التي تنتظر حصة تضم أكثر من 1000 سكن، وبلدية الخروب التي تنتظر أيضا حصة مماثلة. ورغم أن الولاية تحركت في الأسابيع الفارطة من خلال تخصيص لجان مشكَّلة، في أغلبها، من ممثلين عن جمعيات الأحياء لإحصاء وضبط قوائم عدد المسجلين في هذه الصيغة مند التسعينيات وإلى غاية سنة 2005، إلا أن أغلب المعنيين بالسكن الاجتماعي ببلدية قسنطينة، أبدوا قلقهم من الطرق التي تتم بها الأمور، خاصة أن الولاية وزّعت ما يفوق 6000 سكن جديد بمدينة علي منجلي خلال الأسابيع الفارطة، خُصصت لأصحاب الأكواخ القصديرية والبنايات الهشة، حيث اعتبر هؤلاء أن السلطات - وفق هذا التصرف - تشجع على بناء الأكواخ بعاصمة الشرق من طرف سكان قدموا حديثا من مختلف الولايات المجاورة على غرار ميلة، سكيكدة وجيجل، على حساب سكان الولاية، الذين يخجلون من بناء الأكواخ والسكن على حواف الأودية. وقد اعتصم، في بداية الأسبوع الجاري، عدد من سكان الخروب أمام مقر البلدية للمطالبة بالإفراج عن قوائم المستفيدين من السكن. من جهة أخرى، تستعد، هذا الأسبوع، بلدية قسنطينة لترحيل أزيد من ألفي عائلة تقطن تسعة أحياء قصديرية بقسنطينة، وذلك ضمن برنامج القضاء على السكن الهش، حيث ستمس هذه العملية في البداية حوالي 250 عائلة في حي سركينة وقرابة 100 عائلة في محجر ألكسندرا، على أن يُشرع مباشرة بعد الانتهاء من هذين الحيين، في إعادة إسكان قرابة 1800 عائلة تقطن منطقة وادي الحد نحو المدينةالجديدة علي منجلي، وذلك بأحياء جاب الله 1 و2، الإخوة عباس، الشيخ الحسين، حي شعباني القصديري ومنطقة «لوناما»، إضافة إلى الأكواخ الواقعة بالكيلومتر الخامس، وهي عملية تدخل في إطار برامج العقود التي أبرمتها السلطات المحلية مع سكان هذه الأحياء القصديرية للقضاء على السكن الهش والأكواخ التي باتت تشوّه وجه المدينة.