دعا البروفيسور عبد الوهاب بن قونية رئيس مصلحة الأمراض الوبائية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي الحكومة إلى ضرورة تكثيف النشاط، من أجل مواجهة الأمراض المستعصية التي أخذت في الظهور في الآونة الأخيرة كالتيفوئيد والدفتيريا والكوليرا، مذكرا بأن الجزائر تحصي سنويا أكثر من 1300 إصابة بالكوليرا و125 بداء الكلب. إلى جانب بقاء ثلثي مرضى السرطان ينتظرون العلاج. وشدّد البروفيسور بن قونية في ندوة صحفية نشطها أمس الأحد بمقر منتدى جريدة المجاهد بالجزائر العاصمة، حول "الصحة العمومية وأولويات الوقاية الأولية تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للصحة المصادف ل7 أفريل من كل سنة، على الإسراع في توفير الوسائل الطبية والصحية اللازمة لضمان مواجهة فعّالة للأمراض المستعصية التي أخذت في الانتشار داخل المجتمع، معتبرا أن هذه الحصيلة التي يتم تسجيلها سنويا، تحتاج لإستراتيجية مواجهة جديدة تشترك فيها جميع الأطراف. وحذّر البروفيسور من خطورة هذه الأمراض التي تعود لما قبل الاستقلال على الصحة العمومية، مشيرا إلى المجهودات المالية المعتبرة التي تم رصدها للبرامج الوقائية للحد من انتقال هذه الأوبئة. ومن جهة أخرى، تطرّق المتحدث إلى النقائص المسجلة بمختلف المصالح والهيئات الصحية والمرافق العمومية للصحة الجوارية وعبر المستشفيات، مؤكدا أنّ هذه النقائص تمس بشكل كبير الأمصال واللقاحات المضادة لداء الكلب. كما تساءل عن التأخير الكبير المسجل في القضاء على داء الكلب. وشدّد المتحدث على أهمية تطوير وعصرنة مصالح مكافحة السرطان بالمؤسسات الاستشفائية عبر الوطن، مع الحرص على تدعيمها بالوسائل والمعدات والتجهيزات والأطباء المختصين لتخفيف معاناة ثلثي مرضى السرطان، الذين ينتظرون العلاج لحالاتهم الحرجة. وفي السياق، دعا البروفيسور إلى الإسراع في تجسيد المشروع الخاص بالمعهد الوطني للوقاية من الأمراض الذي يبقى حبرا على ورق، لتفادي العجز المسجل على مستوى معهد باستور في ما يخص إنتاج اللقاحات. ملحا على ضرورة الاضطلاع بالمسؤولية الكاملة في خدمة المرضى وعلاجهم للنهوض بالمنظومة الصحية في الجزائر. وأشار إلى أهمية الشروع في إعداد مخطط استعجالي لتحديد الولايات الأكثر انتشارا للأوبئة الخطيرة، مبرزا أهمية التوعية والتحسيس والأخذ بالإجراءات الوقائية لتفادي العدوى بين الأفراد. وفي الأخير، تم التطرق لمختلف الدراسات التي تم إعدادها حول مختلف الأمراض والتي لم تستكمل بعد بسبب نقص الوسائل التقنية، الأمر الذي حال دون التوصّل لإعداد بطاقية وطنية لهذه الأوبئة.