دعا البروفسور “عبد الوهاب بن قونية” مختص في الأوبئة و الطب الوقائي بمستشفى مصطفى باشا إلى ضرورة إنشاء مركز وطني لليقظة الصحية في الجزائر يضم أطباء مختصين و نفسانيين و اجتماعيين و إعلاميين و ذلك قصد المراقبة اليومية لصحة المواطنين والتشخيص المبكر لأي مرض أو فيروس يمس الصحة العمومية للمواطنين، ما من شأنه التقليل من عدد الإصابات في الجزائر، بالإضافة إلى التنسيق بين مختلف السلطات وتحضير تقارير سنوية حول الصحة في الجزائر. كما عبّر البروفسور “بن قونية” عن تفاقم و تزايد معدّل الوفيات المسجّلة بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي سنويا بدون معرفة أسبابها الحقيقية، مضيفا في ذات السياق أن الجزائر عرفت عودة خطيرة لأمراض انقرضت في السنوات السابقة كالطاعون و التيفوئيد والكوليرا و داء الكلب و التهاب الكبد الفيروسي من نوع “أ”،مما يدل –حسبه- على سوء التسيير وانعدام الكفاءة في ظل ندرة الأدوية و قلة اللقاحات و عدم وجود تكفل صحي جيد. مضيفا في ذات السياق شدّة معاناة فئة المرضى المتقدمين في السّن في ظل غياب تكفل طبي يختص بمعالجة مختلف الأمراض التي تصبح معقّدة “تعقيدات صحّية” التي تهدد هذه الشريحة ،و التي تتطلب عناية خاصة مؤكدا أن الشيخوخة لا ترتبط بالسن و إنما بالحالة النفسية و الجسديّة لكل شخص قائلا ” أرى بأن كل ما ينقصنا من أجل توفير رعاية جيدة لهذه الشريحة هو نقص في التسيير و عدم وجود مصلحة متخصصة في طب الشيوخ و التي من شانها وضع إستراتيجية وقائية من مختلف الأمراض التي من المحتمل أن يصاب بها المتقدمون في السن والذين يملكون مناعة ضعيفة”.مضيفا أنّ العوامل الرئيسية التي تسبّب في إصابة المسنين بالأمراض المزمنة و القلب و الشرايين هي سوء التغذية وعدم تناول المأكولات بانتظام و قلة الحركة لدى الأشخاص بمختلف أعمارهم و التصرفات الطائشة كالإسراع في القيادة و التعرض لحوادث مرور تؤدي بالشخص إلى الوفاة أو التعرض إلى إعاقات مختلفة ،إضافة إلى إهمال جانب الوقاية كأحسن حل لتفادي الإصابة بالداء.