أفاد وزير الاتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة أمس أن مصالح الأمن أوقفت 28 شابا تورطوا في الأحداث التي عرفتها مدينة بريان بولاية غرادية نهاية الأسبوع الماضي، وأكد أن التحريات لاتزال متواصلة لمعرفة هوية هؤلاء "الملثمين" الذين أشعلوا فتيل المواجهات في المنطقة. وقال خلال تنشيطه القاء الأسبوعي بعد اجتماع مجلس الحكومة أن من بين هؤلاء الموقوفين هناك بعض الأفراد الذين كانوا ملثمين وأن التحقيقات متواصلة لمعرفة جميع التفاصيل المتعلقة بتلك الأحداث "الأليمة"، مجددا التذكير بان الأولوية في الوقت الراهن هي استعادة الأمن في البلدة. وكان وزير الدولة وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني أكد أول أمس أن شبابا ملثمين قاموا بالتحضير لتلك الأحداث حيث كانوا مزودين بأسلحة بيضاء وأن التحقيقات جارية للكشف عن هويتهم. ومن جهة أخرى، أكد السيد بوكرزازة أنه تم إحصاء حجم كل الخسائر الناجمة عن الأحداث التي عرفتها سواء كانت بشرية أو مادية، وقال أنه تم تسجيل وفاة شخصين، وحرق " ستة منازل وعدد من المحلات التجارية إضافة إلى إتلاف بعض السيارات " . وأضاف في هذا الصدد أن الجهات المعنية "تقوم بالتثبت والتحقق بشأن من له الحق في التعويض من عدمه من المتضررين"، مبرزا أن الدولة "تعكف على التكفل بالمتضررين من هذه الأحداث خاصة الشخصين المتوفيين" . وحول العلاقات الجزائرية المالية وما إذا كانت الجزائر ستواصل مهمة الوساطة لحل الأزمة الحالية التي يشهدها شمال مالي بين الحكومة المركزية والمتمردين، قال السيد بوكرزازة أن زيارة وزير الخارجية المالي إلى الجزائر التي كانت قبل يومين تنصب في هذا السياق وان الجزائر حريصة على لعب دور محوري في مساعدة جيرانها في استعادة الأمن خاصة عندما يتعلق الأمر بضمان امن الحدود الجزائرية. وأكد أن الجزائر لن تدخر أي جهد لتثبيت السلم والاستقرار في هذه المنطقة. وكان وزير الخارجية المالي السيد مختار عوان أنهى أول أمس زيارته للجزائر التي دامت يوما واحد فقط، التقى خلالها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وسلمه رسالة من نظيره المالي السيد أمادو توماني توري. وأشاد السيد عوان بقرار الجزائر استئناف دورها كوسيط في تسوية الأزمة الأمنية التي تشهدها منطقة شمال مالي. وقال في تصريح للصحفيين بعد استقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة له "إن شمال مالي يواجه منذ مدة صعوبات تؤثر على استقرارنا الداخلي وقد لعبت الجزائر دور الوسيط من أجل تسوية مختلف الأزمات التي شهدتها هذه المنطقة .. ونحن اليوم مسرورون لإعلان الرئيس بوتفليقة عن قرار الجزائر المتمثل في معاودة ممارستها لدورها الفاعل لتسوية الأوضاع شمالي البلاد" . وكانت الدبلوماسية الجزائرية نجحت في إطفاء فتيل الأزمة بين الطرفين المتنازعين وأشرفت على توقيع الحكومة المالية والحركة الديمقراطية من اجل التغيير 23 ماي على "اتفاق الجزائر" في جويلية 2006 انهى بموجبه أشهر من المواجهة المسلحة.