دعا المشاركون في ختام أشغال المؤتمر الثاني لرابطة علماء ودعاة وأئمة بلدان الساحل، أمس، كافة "المغرر بهم الذين رفعوا السلاح ضد أوطانهم وإخوانهم بالعودة إلى جادة الصواب وإلقاء السلاح والتوبة وإطلاق سراح جميع الرهائن المخطوفين". وطالب المشاركون في البيان الختامي الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع "ذوي العقول الرشيدة بإطلاق سراح جميع الرهائن المخطوفين وإعادتهم إلى أهاليهم وديارهم سالمين". وأكدوا في هذا الإطار بأنه "لايجوز التعرض بالخطف أو الاحتجاز أو القتل للرهائن والأنفس المعصومة من المسلمين والمعاهدين والمستأمنين وطلب الفدية لأن ذلك خيانة الله ورسوله". كما ألح المشاركون في بيانهم على ضرورة "حماية العلماء المجتهدين ورجال الدين من القتل أو التعرض إلى الطعن بالتكفير والتبديع". وطالبوا من جهة أخرى باعتماد النظام الأساسي للرابطة والمصادقة عليه في "أقرب الآجال". وتم في ختام أشغال هذا المؤتمر تقديم اقتراحات من طرف أئمة وعلماء البلدان الأعضاء في الرابطة من منطقة الساحل وهي (الجزائر والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا إضافة إلى العضو الجديد نيجيريا) ركزت في مجملها على "وجوب تبادل الزيارات فيما بينهم للقيام بالعمل التحسيسي والتوعوي للتمكن من التصدي لظاهرة الإرهاب والعنف والجريمة والتطرف التي ما فتئت تنتشر في مختلف بلدان العالم لاسيما في منطقة الساحل". وألح المتدخلون في هذا الإطار على "ضرورة القيام بعمل جاد لوضع حد للتطرف من خلال تعليم المواطنين الأصول الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف المبنية على مبادئ التسامح والتآزر والتضامن واحترام الرأي المخالف". كما أبدوا استعدادهم "للقيام بزيارة ميدانية لدولة مالي بعد طلب الإذن من السلطات المالية للسعي من أجل "إشاعة ثقافة السلم والحوار وجمع الكلمة من جديد بين الإخوة الماليين"، حسبما أكده الأمين العام للرابطة الشيخ يوسف مشرية من الجزائر في تصريح ل(وأج) على هامش اختتام أشغال المؤتمر. وألح المتدخلون في نفس الوقت على وجوب "إعداد مخطط عمل قصير المدى حتى تتمكن الرابطة من الشروع في نشاطاتها في الميدان وإعداد برنامج تعاون مع جمعيات أخرى مماثلة إلى جانب القيام بالتعريف بأهدافها ومهامها خاصة وأن الرابطة تعد حديثة النشأة". وكانت الرابطة التي تتخذ من الجزائر العاصمة مقرا لها قد عقدت مؤتمرها التأسيسي في أواخر جانفي 2013، حيث تم تعيين الإمام عبدو داوودا بوريمة من دولة النيجر رئيسا لأول هيئة تجمع علماء وشيوخ منطقة الساحل. كما تم اختيار الشيخ الجزائري يوسف مشرية أمينا عاما للرابطة إضافة إلى تعيين عضو عن كل بلد من بلدان الساحل ضمن المكتب التنفيذي.