الكثافة المرورية تهدد المعالم والجسر العملاق في الطريق الصحيح أكد الدكتور محمد صالح بولحبيب، رئيس قسم هندسة النقل بجامعة منتوري، أن الجسور بعاصمة الشرق أصبحت غير قادرة على تحمل الكثافة المرورية التي تشهدها يوميا، خاصة جسر سيدي راشد الذي يعرف أشغال ترميم منذ عدة أشهر والذي أضحى مهددا بالانهيار، إذا تواصلت هذه الوتيرة لمدة قدرها ذات المتدخل بخمس سنوات على أبعد تقدير. وأضاف الدكتور خلال اليوم العلمي حول "جسور قسنطينة أبعاد اجتماعية ثقافية وتاريخية" الذي نظمته إدارة جامعة قسنطينة1، أمس، بمجمع تيجاني هدام في مداخلته حول مدى تحمل جسور الولاية للتنقل وحركة المرور فوقها، أنه لا توجد حلول إلا من خلال انتهاج الطرق والأساليب المعمول بها في الدول العالمية الكبرى، على غرار لندن التي تتعامل بنظام فرض الإتاوات على السيارات من أجل الدخول إلى وسط المدينة أو اللجوء إلى نظام التناوب بين السيارات المرقمة بأرقام فردية وأخرى زوجية. رئيس قسم هندسة النقل بجامعة منتوري في مداخلته، اقترح تطوير النقل بوسط المدينة خاصة وأن حظيرة السيارات في تزايد كبير، حتى لا يفكر الأشخاص في إدخال سياراتهم إلى وسط المدينة، وهذا من خلال إنشاء حافلات نقل مجانية تنطلق من ضواحي المدينة. من جهته، أكد مدير الأشغال بالمؤسسة البرازيلية اوندراد، المكلفة بإنجاز مشروع الجسر العملاق، السيد نيلسون جاك، أن وتيرة الأشغال بالجسر تسير في الطريق الصحيح، خاصة بعد أن انتهت المؤسسة من إنجاز161 مترا من بين 756 مترا، مضيفا أن تسليم المشروع لن يعرف تأخرا، إذ سيسلم في ظرف عام على أبعد تقدير، خاصة وأن المؤسسة تقوم أسبوعيا بإنجاز 14 مترا خاصا بالنقاط الدائرية الخاصة بمشروع الجسر العملاق. أما مدير مكتب الدراسات الإيطالي انتقرا المكلف بإعادة الاعتبار لعديد الجسور بالولاية، البروفيسور ماركو بيترانجيلي، فقد تأسف عن الوضعية التي آلت إليها الجسور خاصة جسر سيدي راشد، حيث أكد المتدخل خلال عرضه للعديد من المشاريع التي أوكلت إلى مكتبه، تمكن من إعادة الاعتبار للعديد من الجسور على غرار جسر سيدي مسيد وكذا ملاح سليمان، من خلال إعادة إنجاز الأسلاك المعدنية التي عرفت اهتراءا كبيرا والتي تم الاعتماد في تركيبها على تقنيات وأساليب جد متطورة. كما أضاف المتحدث، أن مكتبه يعمل جاهدا على إتمام العديد من المشاريع الخاصة بإنجاز بعض الجسور الصغيرة وكذا الجسور القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، على غرار جسر جنان الزيتون الحجري الذي انهار في وقت الوالي السابق الطاهر سكران، ولم تبد أي جهة رسمية اهتماما لترميمه رغم طابعه السياحي والجمالي والتاريخي، مشيرا إلى ضرورة التكفل بهذه المعالم التاريخية، خاصة وأن قسنطينة ستحتضن أهم حدث وهو قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. مسؤول الاتصال بمصلحة الحماية المدنية نور الدين طافر، وخلال مداخلته في اليوم العلمي حول جسور قسنطينة أبعاد اجتماعية ثقافية وتاريخية، حول مهام الحماية المدنية في حالات الحوادث المتعلقة بالجسور وكيفية التعامل معها، أكد أن مصالح الحماية المدنية سجلت العديد من التدخلات خلال الأربع سنوات الفارطة، حيث تمكنت فرق التسلق من تسجيل 15 حالة لسقوط مركبات من أعالي الجسور، على غرار جسر سيدي راشد، جسر السكك الحديدية بديدوش مراد، جسر كوحيل لخضر، واد الرمال وغيرها. كما أضاف المتحدث، أن مصالحه سجلت إنقاذ 7 ضحايا من بين 26 حالة سقوط من أعالي الجسور في محاولة للانتحار، مشيرا إلى أن تدخلات الحماية المدنية بعد إنشاء مدرسة التسلق، ساهمت في إنقاذ العديد من الأرواح، حيث أصبح التدخل سريعا وبتقنيات ومهارات عالية.