شكل موضوع العلاجات الحالية والوبائية لمرض هشاشة العظام، محور لقاء علمي متخصص نظمته مخابر ”نوفارتيس” الجزائر بفندق الهيلتون مؤخرا، واختير له شعار ”العلاج والرعاية”، وقد سمح اللقاء لأخصائي العظام من الجزائر ومن فرنسا باستعراض جميع الجوانب المتعلقة بمرض هشاشة العظام، ومدى استفحاله في العالم، وبالجزائر على وجه التحديد، وطرق الوقاية منه. من المتوقع أن يتزايد عدد المرضى المصابين بهشاشة العظام بصورة مثيرة للقلق في المنطقة العربية، حيث يتوقع أن تتزايد معدلات حوادث الكسور الناتجة عن هشاشة العظام بأربعة أضعاف في عدد من بلدان المنطقة، مع ارتفاع أعمار السكان، إذ تتوقع الدراسات أنه بحلول عام 2020، فإن 25 % من السكان ستتجاوز أعمارهم 50 عاما، لتصل إلى 40% بحلول عام 2050. وهذه الفئة من السكان تحديدا معرضة لخطر ترقق أو هشاشة العظام. في الجزائر، تشير دراسة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالدويرة، عرضت خلال لقاء الهلتون، إلى أن هشاشة العظام تظهر بصفة خاصة عند الأشخاص البالغين 65 سنة فما فوق، غير أنها تظهر عند من هم أقل سنا. هذا المرض يمس 40 ٪ من النساء بعد انقطاع الطمث، أي بعد 50 سنة، وهو وراء حدوث كسور عظام الورك والعمود الفقري، إذا لم يتم التكفل بالمرضى في مرحلة مبكرة، بالمقابل، يكون الرجال أقل عرضة للإصابة بنفس المرض، لكنهم ليسوا في منأى عنه، حيث يتعرض العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو حتى السعال. بالمقابل، تشير ذات الدراسة إلى أن نقص الأبحاث في مجال مرض هشاشة العظام في الوطن يفاقم من الوضع، محذرة من التأخر في القيام بالتشخيص، وما ينجر عنه من ازدياد أعباء النفقات العمومية على الصحة، موضحة أن المرض ناتج أساسا عن تدهور غضروف المفاصل، الأصابع، الظهر والوركين، وتنجم عنه آلام حادة يصعب على المريض تحملها. وترقق العظام يجعل العظام مسامية وأكثر عرضة للكسر إثر سقوط بسيط، والسبب الأساسي في حدوثها هو تدهور نوعية الحياة. وتشير التقديرات إلى أن هشاشة العظام والكسور الناجمة عنها، تمثل عبئا صحيا كبيرا للصحة العمومية، ويعد كسر الورك، تحديدا، المسبب الأول في ارتفاع نسبية الوفاة، ذلك لأن الاستشفاء بسببه يعد أمرا حتميا جراء ثقل المرض على المريض نفسه، وعلى الكلفة الصحية العمومية، بحيث يعتبر الاستشفاء أمرا حتميا في 20 % من الحالات، وتفيد الدراسات أن كسر الورك التي كانت في 1990 تحصي 1. 7 ملايين حالة، قد تتضاعف بحوالي أربع مرات بحلول 2050. وأشار المتدخلون خلال اللقاء العلمي إلى أهمية زيادة الوعي المجتمعي بخطورة هشاشة العظام، سواء من خلال إطلاع السلطات الصحية على مدى حجم المشكلة، أو من خلال حملات التحسيس للمجتمع المدني ووسائل الإعلام في نشر الوعي الصحي بصورة أفضل للناس، ومن ذلك تقديم بعض الحلول البسيطة، مثل أهمية التغذية الصحية الغنية بفيتامين ”د”، ومن ذلك الحليب والأجبان وغيرها.