انطلقت أمس الثلاثاء، بمنطقة تيفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة، الاحتفالات المخلدة للذكرى ال35 لاندلاع الكفاح المسلح وتأسيس جبهة البوليزاريو والذكرى الثالثة لانطلاق الانتفاضة السلمية بحضور وفود اجنبية ممثلة لمختلف القارات والهيئات الدولية المتضامنة مع القضية الصحراوية والداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وتقاطعت تصريحات المسؤوليين الصحراويين في هذه المناسبة حول نقطة واحدة وهي تمسك الشعب الصحراوي بحقه في تقرير المصير واكدوا جميعهم على انه حق غير قابل للتصرف أو المساومة. وقال الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز قبيل انطلاق الاحتفالات الرسمية بدقائق قليلة، أن تنظيم هذه الفعاليات بمنطقة تيفاريتي المحررة تعتبر رسالة واضحة على ان شعب الصحراء الغربية لن يتخلى ابدا عن حقه في تقرير مصيره الذي تكفله له الشرعية الدولية وكل اللوائح الأممية مهما كانت المضايقات التي يتعرض لها من قبل المغرب والداعمين له في محاولة لحمل الشعب الصحراوي على الرضوخ للأمر الواقع والقبول بمخطط الحكم الذاتي. واكد ان الشعب الصحراوي سيواصل كفاحه الى غاية نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال. وهو الموقف الذي عبّر عنه رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر الذي اكد من جهته أن تنظيم الاحتفالات بالذكرى ال35 لانطلاق الكفاح المسلح بالأراضي المحررة دليل على أن المغرب لم يستطع تنفيذ تهديداته السابقة بخرق اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين الرباط وجبهة البوليزاريو وهي رمز لاستقلال منطقة تيفاريتي ومعها كل الأراضي المحررة من الاستعمار المغربي. من جانبه أكد وزير الدفاع الصحراوي محمد لمين البوهالي، أن جبهة البوليزاريو ومن ورائها الشعب الصحراوي مستعدة للعودة الى الكفاح المسلح في حال فشل العملية التفاوضية لاسيما بعد فشل الجولة الرابعة من مفاوضات منهاست وعدم تحديد موعد للجولة الخامسة التي توقع المسؤول الصحراوي بفشلها بالنظر الى معطيات السلبية التي افرزتها الجولات السابقة ومن بينها إصرار المغرب على التمسك بمواقفه المتعنتة وبمخطط الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض وعدم ممارسة مجلس الامن الدولي لأي ضغوط لصالح خيار تقرير مصير الشعب الصحراوي. كما اشار وزير الدفاع الصحراوي الى التصريحات الخطيرة التي ادلى بها بيتر فان فالسوم المبعوت الشخصي للامين العام الاممي الى الصحراء الغربية عندما اعتبر ان استقلال الصحراء الغربية امر غير واقعي. وهي التصريحات التي استنكرتها جبهة البوليزاريو واعتبرت ان فالسوم يكون قد فقد صفة الوسيط الدولي في النزاع الصحراوي بعد ان كشف عن وجهة نظره المنحازة للطرف المغربي. وشهدت الاحتفالات التي تدوم لغاية اليوم حضور أزيد من 120 وفدا ممثلين لمختلف القارات والهيئات الدولية المتضامنة مع القضية الصحروية. ومثل افريقيا 14 بلدا في مقدمتهم الوفد الجزائري الذي ضم عددا من الاحزاب والبرلمانيين وهيئات المجتمع المدني من بينهم حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم وحركة النهضة والجبهة الوطنية الجزائرية اضافة الى ممثلي المجتمع المدني وفي مقدمتهم اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بقيادة محرز العماري ومنظمة أبناء الشهداء التي يقودها الطيب الهواري. كما حضر الاحتفالات وفود من موريتانيا والسينغال ونيجيريا وجنوب افريقيا. والى جانب الوفود الافريقية كانت آسيا ممثلة بوفد الجمهورية الإسلامية الايرانية بقيادة الامين العام لسفارة ايران بالجزائر وذلك بعد قرابة 28 سنة من تجميد العلاقات بين طهران وجبهة البوليزاريو. وفي هذا سياق قال رئيس الحكومة الصحراوي عبد القادر طالب عمر انه لا توجد هناك أي خلافات بين جبهة البوليزايو والسلطات الايرانية. وتميزت الاحتفالات باستعراضات عسكرية لتشكيلة المقاتلين الصحراويين يمثلون 24 فيلقا قدموا خلالها عروضا عسكرية مختلفة تؤكد استعداد الشعب الصحراوي لاستئناف الكفاح المسلح اذا اقتضت الضرورة ذلك وتضمنت تشكيلة الفيالق حضورا قويا للعنصر النسوي ضمن العنصر الرجالي كاستعداد لمواصلة الكفاح المسلح.