الرئيس الصحراوي يطالب باستئناف المفاوضات المباشرة مع المغرب أكدت جبهة البوليزاريو، امس، تمسكها بالعملية السلمية وطالبت بالإسراع في تسوية النزاع في الصحراء الغربية الذي دخل عقده الرابع وفق ما أقرته الشرعية الدولية واللوائح الأممية المقرة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ودعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في رسالة تهنئة إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بمناسبة حلول العام الجديد إلى مطالبة الطرف المغربي بالاستئناف الفوري لمفاوضات السلام المعطلة منذ ربيع العام الماضي. وليست هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها جبهة البوليزاريو استعدادها لمواصلة العملية السلمية بالرغم من كل العراقيل التي ما فتئت الرباط تضعها من أجل إجهاض المجهودات الأممية والمساعي السلمية الرامية إلى تسوية وضعية آخر مستعمرة في القارة الإفريقية. ووصلت المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب والتي جرت أربع جولات منها تحت الرعاية الأممية من دون تحقيق أي نتيجة تذكر إلى طريق مسدود بعدما تمسكت الرباط بموقفها المتعنت الرافض لأي تسوية لهذا النزاع خارج مخططها الداعي إلى جعل فكرة الحكم الذاتي الخيار الوحيد الذي يتعين التفاوض حوله ورفض كل الخيارات الأخرى. وزادت خرجة المبعوث الشخصي للامين العام الاممي في الصحراء الغربية الهولندي بيتر فان فالسوم الأمور تعقيدا بعدما نزع قبعة الوسيط الدولي من خلال تبنيه موقفا مفضوحا ومنحازا للطروحات المغربية القائلة ب "مغربية الصحراء الغربية". واضطر مجلس الأمن الدولي على اثر ذلك الى لتخلي عن فالسوم واستبداله بالدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس الذي لاقى رفضا مغربيا معلنا لشخصه قبل أن يخضع للأمر الواقع وقبوله تعيين هذا الدبلوماسي المخضرم والذي يشهد له بحنكته في إدارة النزاعات الإقليمية. وشكل التأخير في اصدار الرباط لموقف واضح من الموفد الاممي الخاص الى الصحراء الغربية عاملا آخر في تأخير استئناف مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليزاريو. وبالموازاة مع مطلبه بضرورة الاسراع في استئناف مفاوضات السلام لفت الرئيس الصحراوي انتباه المنظمة الأممية للنشاطات العسكرية المغربية على طول جدار الفصل الذي أقامه المغرب بهدف تجزئة الأراضي الصحراوية وضم أجزاء منها إلى الأراضي المغربية. وطالب الرئيس عبد العزيز منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالتدخل ومطالبة المغرب ب"وقف" نشاطاته ذات الأهداف العسكرية "فورا" في الصحراء الغربية. وقال أنه "منذ بضعة أيام لاحظنا تمركز عدد كبير من الجرافات والشاحنات على الحدود الشماليةالشرقية من الصحراء الغربية لكن اليوم يبدو أن تحرك هذه الآليات له هدف عسكري معلن للجيش المغربي متجاهلا نصوص وقف إطلاق النار القائم منذ 6 سبتمبر 1991 " . وأضاف الرئيس الصحراوي في ختام رسالته إلى بان كي مون أن المغرب "لا يمكن أن يستمر في تحدي المجموعة الدولية في رفضه التفاوض ودهسه على القانون الدولي الذي يجعل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ممرا إجباريا من اجل تسوية النزاع المغربي الصحراوي"، كما لا يمكنه ان يستمر في "انتهاكه دون أي عقاب لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية".